لا نتحمل المسؤولية عن الكلام المنشور في مواقع أخرى

أحمد الكبيسي ينصح الزاني أن يقول للزانية تزوجتك قبل خلع ملابسها .. دقيقة 8

المفسد أحمد الكبيسي محب الرافضة ناشر عقيدة المعتزلة

من بلاوي مفتي سوريا ::: المفسد أحمد بدر الدين الحسون

المفسد العلماني أحمد بدر الدين الحسون ::: مفتي سوريا قبل وبعد تشيعه اسمع الكذاب

مؤتمر ماردين

الاثنين، 20 سبتمبر 2010

ربى قعوار ..... مفسدة من الدرجة الأولى من الخبث.!!


"ربى قعوار" من بشائر الهزيمة والانكسار( أكثر من فيديو بالداخل )
محمد جلال القصاص(2010-09-20)(22:56)
بسم الله الرحمن الرحيم 
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
"ربى قعوار" من بشائر الهزيمة والانكسار

من خمسة أعوام وبجلبة وصياح وبعد التعرف على أحد الطيبين من المقيمين في أمريكا أسلمت أنثى تدعى ( ربى قعوار) وانتشرت في وسائل الإعلام تتحدث عن نفسها كيف أنها بنت قساوسة وحفيدة قساوسة وتركت النصرانية للإسلام ، وعن النصرانية كيف أنها لا تصلح كدين وعن الإسلام كيف أنه هو الدين ، ثم اشتد خلاف بين ربى قعوار وزوجها ( الذي اسلمت بسببه ) فطلقت وغادرت لبلدها الأصلي الأردن وهناك بين أسرتها النصرانية وبعد التعرف على أحد الأقباط المصريين المقيمين في الكويت أعلنت ردتها عن الإسلام وتحدثت بأن هذا الأخير هو السبب المباشر في ردتها. 

وبعضهم على أنها أحبت فهاجرت مع مَن أحبته ، ثم عادت سيرتها الأولى حين خبت جذوة الحب الأول واشتعلت جذوة حب آخر في قلبها .
وبعضهم على أنها أسلمت خدعة ونكاية ، يستدلون بأنها وأجدادها متفرغون من مئات السنين لصد الناس عن دين الله (قساوسة ورهبان) ، ويستدلون بشكاية المسلمات الجدد منها بعد إسلامها ، فقد اتصلت إحداهن بها وهي في برنامج على الهواء مباشرة تعاتبها على كشف المسلمات الجدد ممن يتخفين عن أهلهن خوفاً من إيذائهن ( يوجد رابط أسفل المقال ) ؛ ويستدلون بأن الدخول في الإسلام ثم الخروج منه بدعوى السخط وعدم الرضا عما فيه حيلةٌ قديمة ذكرها الله في كتابه ، قال تعالى :{وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }آل عمران72 ، ونعرف في التاريخ شواهداً لقومٍ تركوا دينهم ودخلوا في دين غيرهم نكايةً ، كشاؤول اليهودي ( بولس الرسول) وابن السوداء عبد الله بن سبأ ، وإن راجعت ترجمة ابن سبأ في البداية والنهاية في وفيات عام 38هـ ستجد أن الذي نطق به ( بولس ) هو ما أراده بن السوداء ، فلا تستبعد المؤامرة بدخول الإسلام ثم الارتداد عنه وخاصة حين تأتي من بيتِ مرد على الكفر ؛ ويستدلون بأن الإسلام يسبقه حالة من البحث وحالة من الانكسار والرغبة في الانعتاق من أغلال الشرك والعصيان ثم حالة من الهمود والتخفي بعد الإسلام خوفاً من الأهل أو رغبة في تزكية النفس بالخلوة مع الله ، أما هذه فقد جاءت مسرعة لوسائل الإعلام تريد أن تكون داعية وبالأمس كانت كافرة ، ولم تكن حال دعوتها تقدم للناس علماً فقط ظهور أمام الكاميرات وتباهي بأنها أسلمت .كابن السوداء أصبح مفتياً يوم أسلم ، يعدِّل .. بل يقود حركة المعدِّلين على خيرة عباد الله في زمانهم ذي النورين وأصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ !!

ويقبل العقل جل هذا الكلام أو كله ، ولست هنا للبحث عن أسبباب إسلامها وأسباب ردتها وإنما هنا لرصد الفاعليات المصحابة لردتها .. لرصد تفعيل مثل هذه الحالة من قبل الفاعلين في التنصير ، وأضع ما عندي في نقاط جانبية .

حالة كل عامين
الملاحظ أن الحالات التي ترتد قليلة جداً حالة كل عام أو عامين ، حالة واحدة لا تزيد ، ومن نوعية مشبوهة جداً لا يمكن أبداً القول بأنها حالة من البحث عن الحقيقة ، وإنما حالات مشبوهة ، هذا له مشكلة مالية ، وهذا له مشكلة قضائية مع الدولة ، وهذا بينهم كأحدهم ( أعني مجدي علام) ثم يستدعونه ليعلن كفره بالله حال احتفالهم بأعيادهم ويعمده أعلى رأس في النصرانية ، وإن صحت رواية أن (ربى قعوار) حاولت المخادعة بإسلامها ثم الردة عن الإسلام فلا يفهم من هذا إلا أنه إشهار إفلاس ، يسلمون هم ثم يكفرون ليخدعوا العوام ، إذ لم يعد (التبشير) بالنصرانية يأتي بأتباعٍ جدد!! 
 وقلة الحالات بل ندرة الحالات أمارة على فشل المشروع التنصيري ، فهذه الآلة الإعلامية الضخمة ، وهذا التواجد في كل مكان بكل الوسائل المتاحة لا يثمر غير حالة كل عام أو عامين .بل لا يثمر شيئاً إذا أخذنا في الاعتبار أن هذه الحالات ترتد عن الإسلام لاعتبارات خاصة مادية أو أمنية  !!

بعد الردة
نلاحظ بعد الردة يظهر على المرتدين ما لا يحمد خلقا وتديناً ، فنجلاء الإمام تحدثوا هم عن أنها (عاهرة) ( نصابة) ، وهذه انتشر على الشبكة العنكبوتية تسجيلات مصورة لها تفعل الفاحشة مع من ارتدت معه ، والذين قبلهم ليسوا بأحسن منهم ، وأخبار (الرب راعيا) و(أصحاب قناة الحقيقة) منتشرة .
وإذا حاكمناهم إلى ما يرفعونه شعاراً على رؤوسهم ، وهو ( من ثمارهم تعرفونهم ) فنقول هذه ثمرة مَن يتنصر .ولا أرى داعياً للاسترسال . 

الاتجاه للداخل 
عند النظر للمشهد من زاوية أخرى نجد أن الخطاب التنصيري قد فشل عملياً في تنصير المسلمين وجهده الآن في تثبيت أتباعه على دينهم ، فمن قريب صرَّح القمص عبد المسيح بسيط ـوهو معني بالدفاع عن الكتاب (المقدس) ويتعامل مباشرة مع المعنيين بالتصدي للتنصير من المسلمين ـ أن مئات الحالات تسلم شهرياً ، وسبقه الأنبا ماكسيموس الأول بمثل هذا ، وأعلن الأزهر من قريب أن أربعمائة حالة أشهرت إسلامها في شهر واحد . هؤلاء من أشهروا فقط وفي ظرف عصيب كهذا الذي نعيشه بعد إسلام السيدة الفاضلة كامليا شحاته.

 لا يشق على متابع إدراك أن مفردات الخطاب التنصيري تتجه للنصارى أنفسهم تثبتهم على عقيدتهم ، فهذا الكذب السافر لا يتجه لنا نحن المسلمين بداية وإنما لرعايا الكنيسة  .

إنهم يتراجعون ، وإنهم يركبون الكذب ( وأضرب بعد قليلٍ أمثلة) ، وهذا يصلح كعلاج مؤقتٍ ، ثم ينقلب الشارب على الساقي بعد قليل حين يعلم حقيقة ما يقدم إليه ، ولا يقبل منه ثانية بل وربما يحاربه ، وهذا ما يحدث بالفعل فالجماهير الآن تستعد للنزوح من معسكر التنصير بعد أن كشفت كذبهم ، بل بدأ النزوح فعلياً ، وغداً نشاهد هجرة جماعية من معسكر الكفر إلى معسكر الإسلام ... غداً يدخل الناس في دين الله أفواجاً .

 وهم يشعرون بالخطأ ، وبالفعل اتخذت تدابير (لتثبيت العقيدة ) فهم يأتمرون من حين لحين من أجل بحث سبل ( تثبيت العقيدة)، وقد أعماهم الله فيما يفعلون ، فليس من تدابيرهم الصدق في الحدث ، ولا يستطيعون إذ لو صدق لآمنوا هم بأنفسهم .

فالمحصلة أنهم استداروا للخلف ، وأن غاية ما يطلبون هو الحفاظ على شعبهم من النزوح للإسلام ،  إننا أمام حركة هدم وحركة بناء ، أو إقدام وتراجع ، هذا هو المشهد الآن .  

سيناريو واحد لا يتغير  
أقف طويلاً مع الحالات التي ترتد ـ وهي قليلة ـ أنظر فيما يخرج منها في برامج القنوات التنصيرية وفي غرف البالتوك التنصيرية وتفاعل المنتديات التنصيرية معها ، أحاول أن استوضح أسباب السخط على الإسلام التي أدت إلى خروج هؤلاء منه ، وألحظ عدة أمور 

أولها: أن الأسباب لاحقة تأتي كلها بعد الردة ، ولا يظهر أي منها قبل الردة ، وهذه أسباب مفتعلة ، ولو كانت حقاً لظهرت  قبل الردة .
 ويدعم هذا الاستنباط أن هذه الاسباب كلها واحدة مع تغير ظروف كل حالة ، وأنها أسباب كاذبة .
ثانيها : حين تبحث عن المحاور  التي يتحدث فيها القلة المرتدة عن الإسلام في حواراتهم تجد أنها محاور ثابتة  لا تتغير . فمثلاً ( وضع المرأة في الإسلام ) إن كانت المرتدة إمرأة كما (ربى قعوار) . و (العنف) إن كان المتحدث ذكراً . ويجتمعون على رسول الله ـ بأبي هو وأمي وأهلي صلى الله عليه وسلم ـ ، وكل رافض للدين تجد له حقدين ، حقد على التشريع وحقد على شخص سيد الأولين والآخرين ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما حباه الله من نعم يتمناها هؤلاء الحقدة . ويجتمعون على المدح المطلق لكتاب النصارى . هذه هي محاورهم الرئيسية التي لا تتغير ولا تتبدل .  
ثالثها : في التفاصيل لا تجد جديداً أيضاً ، حتى الألفاظ تتكرر ، وأجزم أني إن سمعت غداً بحالة ارتدت استطيع أن أكتب ما ستقول ، ليقيني بأن القوم مفلسون ليس عندهم شيء ، وأنه سيناريو واحد يوزع عليهم أو تعارفوا عليه ، وليس في جعبتهم غير هذا .

إنهم يكذبون
تقول (ربى قعوار) في حوارها مع وحيد ( صاحب الكذبة المشهورة التي ظهر فيها مع زكريا بطرس على أنه شيخ خليجي تنصر) ، أن وضع المرأة في الإسلام هو الذي جعلها تترك الإسلام وتعود للنصرانية . تقول : الإسلام يرفض أن تكون المرأة داعية ، فكونها إمرأة يحرم عليها أن تكون داعية ، ولذا غادرت الإسلام وعادت للنصرانية .!!

 مع أنها حين أسلمت رحبت بها وسائل الإعلام وأعطتها مساحة واسعة للحديث ، ومع أن القاصي والداني يعلم تماماً أن النساء عندنا شقائق الرجال في حلق العلم والمساجد بل والفاعليات الدعوية المقامة على الشبكة العنكبوتية ، يعلمن ويتعلمن ، ولكن بضوابط تراعي طبيعة المرأة وأنها مخلوق مستقل له خصائص نفسية وجسدية تجعله يصلح لما لا يصلح له الرجل ، وضوابط تدفع الفساد المترتب على المخالطة بين الجنسين ، فلم يحرم الإسلام على المرأة الدعوة إلى الله ؛ بل طبيعة المرأة تقف بها دون النهوض بأعباء الدعوة إلى الله كما الرجال ، فلا تحريم بل تحريض {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }يوسف108 ، والواقع يشهد أن المرأة داعية في بيتها وفي غير بيتها بما تستطيع . 

ويعلم الذين يطالعون في كتاب النصارى أن ما تدعيه ( ربى قعوار) موجود في دينها هي وليس في ديننا ، فقد حرّم بولس على المرأة أن تنطق ( تعلم) في الكنائس 
"فلتصمت نساءكم في الكنائس" ، ولم ترد أي إشارة في كتابهم بعهديه القديم والجديد إلى إمكانية قيام المرأة بدور الكاهن أو القسيس، فقط خادمة أو مرنمة داخل الكنيسة .

وتقول : يحتكر الإسلام المرأة ، ونقول أين وقد ذكر أنها طاهرة حال حيضها وطمثها لا نجسة كما ينص كتابكم ، وقد جعل لها ذمة مالية مستقلة ، وقد أكرمها بالخلع والطلاق إن كرهت زوجها أو كرهها زوجها ولم يحبسها على ما تكره كما تفعلون ؟!
إنها تكذب ، تكذب وهي تعلم أنها تكذب .
ألا ما أقبح ؟!!

وتقول (الحجاب) و( التعدد) مهانة للمرأة ، و(الحجاب) بذات التوصيف الذي عندنا عندهم ، لم تحرمه النصرانية بل أو جبته ، والشواهد على ذلك من كتابهم وتعاليم الآباء في فرضية الحجاب معروفة مشهورة ، والتفاصيل في كتاب الأستاذ سامي عامري ( الحجاب شريعة الله في الإسلام واليهودية والنصرانية) . وكذا (التعدد) لا نص على تحريمه من كتابهم ، بل قد كان مباحاً أباحته الكنيسة لشارل مارتل ثم حرمه هؤلاء من عند أنفسهم .!!

وتقول تركت الإسلام  لما علمت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، تقول هذه الكاذبة : يفعل ما يشاء بلا حسيب ، أحل له ما قد حرم على غيره ، يتزوج كما يشاء إن صغيرة أو كبيرة ولا يجد من يحاسبه !! وتقول أنها سألت المسلمين ولم تجد من يوضح لها .
ويا ألله على هذا الكذب !! 
كأن الكذب حلال .كأن خوارم المروءة خلت من الكذب .!!
يا قعوار !
رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعل ما يشاء من المنكرات ولا يجد يجد ما يحاسبه لأنه رسول الله وسألتي ولم تجدي إجابة ؟ !
ستقفين غداً بين يدي الله ذي القوة المتين ويسألك ثم إلى نارٍ تلظى إن لم ترجعي  
وسمعتُ غيرها تقول : تركت الإسلام حين رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغير في النساء كما يغير ثيابه . !!
وهن يكذبن وهن يعلمن أنهن يكذبن . فما طلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحدة ، ولا تزوج بكراً غير واحدة ، وقضى خمسين عاماً ولم يتزوج بغير واحدة تكبره بعقد ونصف من الزمن ، وكان يقضي الليل ساجداً وقائماً يصلي لله ، ويترك فراش زوجته ويقوم للصلاة حتى تتورم قدماه قياما بين يدي ربه ، ويقول : ( جعلت قرة عيني في الصلاة ) 
وحدثتُ غيرهن مرة مباشرةً فقال لي نصاً : اعطني دليلاً واحداً من القرآن على أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يصلي !!
 هذا داعية من دعاتهم ..
!!

 وتؤكد ( ربى قعوار) على أن وضع المرأة هو السبب في ردتها ، وتقول بأن الإسلام أمر بهجر الناس في المضاجع ، وتفسير ذلك ـ والكلام لها ـ أن تُربط المرأة في السرير كالبعير ثم تغتصب ، وأن هذا قول الطبري وقول المفسرين .!!
تصلح نكتة . !!
نعرضها فقط ليعلم الناس حال من يتكلم ، ونتداولها ـ وأخواتها ـ في مجالسنا فكاهة وتندراً نضحك بها صبياننا ونساءنا .
إنني آسف لمنازلة رديئة كهذه ، ولكن ما بأيدينا ؟!!
لا ينفع الكذب يا بنت قعوار . 

وتقول يهددونني بالقتل إن أفشيت أسرار الإسلام ، وكأن الاسلام شيئا مغلقاً لا يعرفه إلا من يدخله ، وهذه دخلت وعرفت ثم جاءت تحدث من بالداخل . ولا يوجد في ديننا أسرار (لاهوتية) ، وليس بيننا أولئك الذين يحتكرون فهم الكتاب والحل والربط في الأرض نيابة عن السماء ، هذا عندكم يا قعوار .
وكأننا ندور بأسلحتنا في شوارعها نقتل مَن يرتد .!!
 لا نهدد بالقتل ، بل ولا نقتل . مَن قتلنا ؟؟ استحي يا قعوار فلم تجف دموع كامليا ووفاء بعد !!

والعجيب أن هناك من يصدق هذا الكذب ، المرتدون بين أظهرنا يتحركون بل يجاهرون بكفرهم وتطاولهم على أقدس ما عندنا كتاب ربنا ورسول الله ـ صلى الله عليه وآله سلم ـ ولم  يمسسهم أحد بسوء ، وهم يقولون نهدد بالقتل ونقتل ، ويجدون من يصدقهم . !!

وتقول : الدين فقط باللغة العربية ، وكأن الله لا يفهم إلا بالعربية .. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً . بل عامة المسلمين من غير العرب ، هل نسيت ديدات .. ذاك الطود الأشم رحمه الله رحمة واسعة ؟! ، وغير ديدات ممن يتحدثون بغير العربية ، وهل قرأت تاريخنا لتعلم أن قد انتشر الدين بالعرب وغير العرب من عهد التابعين إلى يومنا هذا ؟!
إنها تكذب . 

وتقول : الإسلام يتوعد الناس كلهم بدخول النار  ( إلا واردها ) ، ولا يضمن لاحد الجنة ، ولا يدلهم على طريق للجنة .!! 
إنها كذبوب  . فالخطاب الدعوي يتكئ على تعريف الناس بربهم وما أعده للطائعين وما توعد به العاصين ، وفي القرآن الكريم والسنة النبوية تفصيل دقيق عن دار المتقين ودار الفاسقين ، ولا يتوفر هذا التفصيل في النصرانية ولا في غيرها ، كل شيءٍ عندنا فيه تفصيل وبيان لماهيته : هو مما يؤدي للجنة أم للنار ؟!. وإنها لكذوب . 

وتقول :الاسلام يأمر بقطيعة الرحم !!
 ولا أدري ماذا أقول ، وقد كرَّمها المسلمون حين وصلت أمها الكافرة ، وقد أمرنا الله بالبر والقسط لمن لم يحاربنا في ديننا ، وقد أوصانا الله بآبائنا وأمهاتنا وإن كانا كافرين وإن جاهدانا على الشرك ، بل قد قرن الله بر الوالدين بعبادته في أكثر من موضع من كتاب الله ، قال تعالى :{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} ، وقال تعالى :{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً }الأنعام151؟!

الدين متين 
استعرضت بعض الأمثلة لكذبهم لتعلم إلى أي مدى يكذب هؤلاء ، والكذب بهذه الطريقة مبشر في حقيقته ، فعما قليل يعرف الناس ، ولن يرجعوا لهم ثانية ، كامليا شحاته كانت بدايتها حين علمت الحق عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وبانتشار الخطاب الإسلامي الصحيح سيعرف من الصادق ومن الكاذب ، ومن ثم يقبلون على الصادقين ويهجرون الكاذبين . 
 وقد تفاقمت مشاكل الكنيسة الداخلية وخاصة الاجتماعية ، وإن ما نرى هو صحوة الموت ، أو قنابل الصوت التي تدفع بها الطائرة حال سقوطها طلبا لأقل الخسائر ، ولن يفيد . فما زادت "قعوار" غير كذَّابة اضيفت لطابور الكذَّابين المنهزمين.

أرى حركة هدمٍ في الجانب النصراني وبناءٍ في الجانب الإسلام .. فريق يتقدم وفريق يتراجع ، قوم قد أخرجوا كل ما في جعبتهم ولم يغن عنهم شيئاً وعلت الوجوه حسرة وخيبة وبدت الهزيمة وبدأ عامتهم ينزوح من معسكرهم أو يستعدون للنزوح ، وبدأت أصوات المخالفين تعلوا ، وتفرق الصف كل  يبحث عن طريق أو مشغول بمغنمٍ بارد ، وبالمقابل قوم قد استفاقوا وهبوا يتدافعون قُدماً لنصرة دينهم . ويوماً بعد يومٍ يزدادون ، فما ( ربى قعوار) إلا من بشائر الهزيمة والانكسار . 

محمد جلال القصاص
ظهر الأربعاء 6 شوال 1431 هـ
15 /  9 / 2010م
 ربى قعوار جاسوسة بالدليل
الأنبا ماكسيموس : مليون و 800 ألف قبطي اعتنقوا الإسلام

وحيد  وبطرس .. دليل سافر على الكذب 


الخميس، 16 سبتمبر 2010

شيءٌ من أقوال الزنديق ( محمد أركون ) عامله الله بما يستحق بقلم الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي


شيءٌ من أقوال الزنديق ( محمد أركون ) عامله الله بما يستحق
هذه بعض أقوال أركون
بقلم:د.سعيد بن ناصر الغامدي
جمعتها من كتابي الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها

* يصف الله تعالى بأنه مشكلة وذلك في سياق انتقاده للغة العربية ووصفه لها بأنها منغلقة ونائمة ومتخشبة ، وامتداحه للغة وفكر الغرب يتساءل بعد إيراده للفظ فرنسي إلحادي يقول : ( ... فكيف نعبر عنه باللغة العربية ؟ هل نقول مشكل الله أو مشكلة الله ... )(كتاب الإسلام والحداثة : ص 343 
* ثم ينسل إلى مقصده الرئيسي الذي ذكره سابقاً فيما يتعلق بالله تعالى ، فيقول عن الانسان العربي :( ... لايُمكن أن يتصور إمكانية طرح مشكلة فكرية حول الله أو مناقشة فكرية حول وجود الله ، والسبب هو أن الخطاب القرآني يملأ مشاعره كمسلم أو كعربي بوجود الله ، إنه يملأ أقطار وعيه ومشاعره إلى درجة أنه لايبقى في وعيه أية مساحة لإثارة مناقشة فكرية حول وجود الله )الاسلام والحداثة 344 
* أركون يتهكم بالمؤمنين الذين يؤمنون بأن الله خالق العالم ويصفهم بالأصوليين والأرثوذكس فيقول : ( ... موقف المتكلمين الفقهاء ، أي الأصوليين الذين يدافعون عن الموقف الأرثوذكسي كما حدده القرآن بأن العالم مخلوق من الله ، وبين موقف الفلاسفة الذين قالوا بأزلية العالم ... )(الاسلام والحداثة 340
ومن يقرأ كلام أركون في ما يسميه “ التاريخية ” يرى بوضوح مقدار تشبعه بهذا المنهج حتى أصبح عقيدة يزن بها الكتب المنزلة وكل قضايا الوحي ومقتضياته
ومن المصطلحات التي تقمصها في دراسته للوحي مصطلح “ التاريخية ” أو “ التاريخانية ” ، وقد أغرم بهذا المصطلح إلى حد التقديس محمد أركون ونصر أبو زيد ، ويفضل أركون استخدام التاريخية ويفصل بينها وبين التاريخانية ، على اعتبار أن التاريخانية هي التي تقول بأن كل شيء أو كل حقيقة تتطور مع التاريخ وتهتم بدراسة الأشياء والأحداث من خلال ارتباطها بالظروف التاريخية ، ويرى أركون بأنه يجب تجاوز هذا المعنى إلى “ التاريخية ” التي تسمح وحدها بتجاوز الاستخدام اللاهوتي أو القومي ، وبشكل عام الايديولوجي للتاريخ انظر : الفكر الإسلامي قراءة علمية لأركون : ص 139
* يتحدث أركون عن التاريخية والهرمنيوطيقيا التي يدرس على ضوئها ثبوت القرآن وسيادته ، ويتحدث أن سلطته جاءت من الدولة الأموية التي جعلته مصدر السلطة العليا فيقول : ( ... إنه عائد إلى الدولة الرسمية التي وضعت منذ الأمويين بمنأى عن كل دراسة نقدية ، لأنها أرادت أن تجعل منه مصدراً السيادة العليا والمشروعية المثلى التي لاتناقش ولاتمس ، لقد فرضت هذه الوظيفة السياسية للقرآن نفسها منذ أن تم تشكيل المصحف )( الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 51
* ويتحدث أركون في موضع آخر من كتابه عن مايسميه “ ظاهرة التقديس ” للقرآن العظيم ، فيرى أنها من ممارسة ( الذين يستمتعون في اجترار نفس الكلام بسبب الكسل أو الجهل )، ويرى أن المشروع الأسمى هو أن ( نجمد كالاقنوم عامل التقديس الموجود في القرآن والأناجيل والتوراة )( الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 85
* وفي موضع آخر يتكلم عن صحة القرآن وثبوته باعتباره مجرد فرضية الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 66
* ثم يتكلم عن أن الخطاب الإسلامي لم يستطع التوصل إلى التمييز في القرآن ونصوص الوحي بين الأسطورة والتاريخ ، وأنه أي الخطاب الإسلامي المعاصر : (لايزال بعيداً جداً عن تاريخانية القرن التاسع عشر الأوروبية التي توصلت إلى تهميش العامل الديني والروحي المتعالي وحتى طرده نهائياً من ساحة المجتمع ، واعتباره يمثل إحدى سمات المجتمعات البدائية )( الفكر الإسلامي : قراءة علمية لمحمد أركون : ص 68
ويعيد الكلام عن الخطاب الإسلامي المعاصر فيصفه بأنه ( الذي يزعم أنه يحرك التاريخ المعاصر ويحد له من جديد ديكتاتورية الغاية المثلى على طريقة الإسلام البدائي ، هذا الخطاب هو خطاب ايديولوجي ، مغلق على البعد الأسطوري والرمزي ذي الأهمية الحاسمة جداً في القرآن )(المصدر نفسه 109
ويصف أركون قصة أصحاب الكهف بأنها أساطير المصدر نفسه ص 48
* ويعلل أركون أخذه بهذا المنهج قائلاً : ( لكي تحلل وتدرس وضع الإسلام الراهن في مواجهة الحداثة بشكل صحيح ، فإنه من الضروري أن نوسع من مجال التحري والبحث لكي يشمل ، ليس فقط الفكر الإسلامي الكلاسيكي ، وإنّما القرآن نفسه أيضاً إن المهمة تبدو مرعبة لأسباب معروفة جيداً ، سوف نرى ، مع ذلك ، لماذا هي شيء لابد منه ، إذا ما أردنا أن نعالج بشكل دقيق المكان الذي أتيح للتاريخية أن تحتله في الإسلام )( المصدر السابق : ص 113 – 114
*هاجم اركون الكتب التي كتبها غربيون يثبتون فيه صحة القرآن وسلامته من التحريف ، وصحة الإسلام وثبات مناهجه وقوة حقيقته ووصفها بأنها كتب تبجيلية هزيلة ، لا لشيء إلاّ لقيام مؤلفيها بتوضيح الحقيقة بطرق علمية في أحدها وفلسفية اجتماعية في الثاني ، فهل من دليل أكبر من هذا الدليل على مقدار ماينطوي عليه “ أركون ” من عداء للإسلام وانتماء لأعدائه ؟ . تحدث في هذا الصدد عن كتاب موريس بوكاي المسمى “ التوراة والقرآن والعلم : الكتابات المقدسة ممتحنة على ضوء المعارف الحديثة ” فقال عنه أركون : ( كتاب تبجيلي هزيل جداً ) ثم عن كتاب روجيه جارودي “ وعود الإسلام ” فقال عنه : ( كتاب هزيل أيضاً ) . انظر : الفكر الإسلامي لأركون : ص 83 - 84 . 
* يتحدث بصورة تشكيكية عن ثبوت القرآن ، ويؤكد أن القطع بذلك إنما هو من قبل الروح “ الدوغمائية أي المنغلقة القاطعة بانفرادها بالحقيقة . 
ثم يتحدث عن جمع أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - للمصحف وتوحيد المصاحف عليه بأن ذلك من قبل الهيجان السياسي الديني ، الذي قام بفرض نسخة رسمية واحدة ، وأن المسلمين يثنون بدوغمائية على هذا الموقف ، ثم يقرر في الصفحة نفسها بأن ( الفكر الإيجابي “ الواقعي ” هو فكر تاريخي )( الفكر الإسلامي لأركون : ص 126
* في محاضرة لأركون في ندوة الإسلام والحداثة يقول تحت عنوان “ الحداثة ومشكلة المعجم الاعتقادي القديم ” حين اعترض عليه أحد الحاضرين وطلب منه احترام المقدسات وخاصة الوحي والتنزيل أجاب أركون : ( بالطبع ، معك بعض الحق ، وقد نبهت منذ البداية إلى أنه ينبغي أن نسير في موضوع الحداثة بتؤدة وبطء فالأرض مزروعة بالألغام ، ولكنك تستخدم كلمات كثيفة جداً ومثقلة بالدلالات التاريخية دون أن تحاول تفكيكها أو تحليلها ... ، كل هذه التعابير المصطلحية الأساسية التي ورثناها عن الماضي “ كمفردات الإيمان والعقيدة بشكل خاص ” لم نعد التفكير فيها الآن ، ونحن نستخدمها وكأنها مسلمات وبدهيات ونشر بها كما نشرب الماء العذب ، هذا ما تعودنا عليه منذ الصغر ومنذ الأزل ، ولكن إذا صممنا على أن ندخل فعلياً في مناخ الحداثة العقلية ، فماذا نرى ؟ ماذا تقول لنا الحداثة بخصوص هذه المفردات الضخمة الكثيفة التي تملأ علينا أقطار وعينا ؟ ، ماذا تقول لنا بخصوص هذه المصطلحات الإيمانية المشحونة بالمعاني وظلال المعاني ... عندما يستخدم المرء بشكل عفوي هذا المعجم الإيماني اللاهوتي القديم لايعي مدى ثقله وكثافته وشحنته التاريخية وإبعاده المخفية ، وكل الأخطار المرافقة لاستخدامه ، فمثلاً عندما يقول المؤمن التقليدي أن هناك أشياء لاتتغير ولاتتبدل ، وعندما يقول هناك المقدس “ أو الحرم باللغة الإسلامية الكلاسيكية ” .وينبغي عدم التساؤل حوله أو مسه ، وعندما يقول : هناك الوحي ، وكل هذه الأديان انطلقت من النقطة نفسها : الوحي ... الخ عندما يقول كل ذلك فإنه يستخدم لغة كثيفة أكثر مما يجب ، هكذا تلاحظون أني استخدم صفة كثيفة أو ثقيلة “ بمعنى الوزن ” الحيادية لكيلا أطلق أي حكم قيمة ، ماذا تعني هذه الكلة ؟ إنها تعني أن كواهلنا تنؤ تحت ثقل أكياس هذا المعجم القديم ، فهو أثقل من أن نحتمله أو نستطيع حمله بعد الآن ، ... ففي هذه الأكياس “ أكياس المعجم التقليدي ” أشياء كثيرة لا شيء واحد ، وينبغي أن نفتحها لكي نعرف ما فيها ، لم نعد نقبل الآن بحملها على أكتافنا وظهورنا دون أي تساؤل عن مضمونها كما حصل طوال القرون الماضية ، ماذا تقول لنا الحداثة بخصوص كل واحدة من هذه الكلمات والمصطلحات التيولوجية القديمة ؟ ، ماذا تقول لنا إذا ما قبلنا أن ندخل فعلاً في مناخ الحداثة ونتنفس هواها الطلق ؟ )(الاسلام والحداثة 327-328 . 
ثم يسترسل في كلامه ليصل إلى قضية “ الوحي ” فيقول : ( أتمنى هنا عندما تلفظ كلمة الوحي أن تشعر بأنها كلمة شديدة الخطورة والأهمية ، وأنه لايُمكننا استخدامها بسهولة وبمناسبة ودون مناسبة ، بمعنى أننا لانفهمها جيداً ، وإنها بحاجة ؛ لأنه تخضع لدراسة جديدة دقيقة لاتقدم أي تنازل للتصورات الألفية التي فرضتها العقائد الدوغمائية الراسخة ، أتمنى أن ننظف من كل ما علق بها من أوشاب ايديولوجية ، وذلك لأن العقائد الدوغمائية الراسخة تحمل في طياتها الكثير من الايديولوجية ... إن عملنا يتمثل في عزل ، وفرز كل ما أضيف إلى كلمة وحي من أشياء تثقلها وتجعل منها أداة ايديولوجية أو آلة ايديولوجية من أجل الهيمنة والسيطرة ، وليس فضاء للمعرفة المنفتحة على الكون ، وهذا إشكالي ، فنحن لانعرف بالضبط ما هو الوحي ، وأستطيع أن أقول الآن مايلي : لاتوجد حتى هذه اللحظة التي أتكلم فيها أمام أي مكتبة في العالم ، ولا أي كتاب في أية لغة من لغات العالم يطرح مشكلة الوحي على طريقة العقلانية الحديثة ومنهجيتها )(الاسلام والحداثة 329-330
*ويقول أركون (...عندما أقول : القرآن خطاب أسطوري البنية فإن المسلم يولول ويثور وينادي بالثبور وعظائم الأمور في حين أني لم أقل شيئاً خارقاً للعادة أو يسبب أي مشكلة ... )( الإسلام والحداثة : ص 346 – 347
* العقيدة :يعتبر أركون أن المعجم الاعتقادي عند المسلمين عقدة في طريق انتشار الحداثة ، وذلك حين كتب : ( الحداثة ومشكلة المعجم الاعتقادي القديم )(1) ونبه الأتباع والمقلدين ودعاة الحداثة بأنه ( ينبغي أن نسير في موضوع الحداثة بتؤدة وبطء ، فالأرض مزروعة بالألغام ، ولكنك تستخدم كلمات كثيفة جداً ومثقلة بالدلالات التاريخية دون أن تحاول تفكيكها أو تحليلها ... كل هذه التعابير المصطلحية الأساسية التي ورثناها عن الماضي “ كمفردات الإيمان والعقيدة بشكل خاص ” لم نعد التفكير فيها حتى الآن ، ونحن نستخدمها كأنها مسلمات وبدهيات ونشربها كما نشرب الماء العذب ... عندما يستخدم المرء بشكل عفوي هذا المعجم الإيماني اللاهوتي القديم لايعي مدى ثقله وكثافته وشحنته التاريخية وأبعاده المخيفة ، وكل الأخطار المرافقة لاستخدامه )( الإسلام والحداثة ص 327
له جهد كبير في تثبيت عقيدو الشك ومحاربة اليقين الذي هو ركن في الايمان عند المسلمين،وجهد مضاعف في اثبات عقيد النسبية ،ففي ميدان نفيه لليقين والحقيقة الذي يعتبره من أهم منجزاته ، يقول أركون ( من منجزات الحداثة العقلية ألا وهو نسبية الحقيقة ، ونسبية الحقيقة تتعارض جذرياً مع مطلق الحقيقة أو الاعتقاد بوجود الحقيقة المطلقة كما ساد سابقاً في كل الأوساط الدينية )( الإسلام والحداثة ص 362
قال عنه مؤلفا كتاب “ رأيهم في الإسلام ” : ( صاحب عقيدة واثق من صلابة تفكيره وصواب رأيه ، ووضوح مواقفه ... ، يحافظ على اتصال دائم مع التطور الغربي ، مخاصماً مسلمين كثر ، فوجئوا وصدموا باستعماله ، في خواطره وأبحاثه التاريخية ، نظريات استوحاها من حياة القرن العشرين ، وأوروبا ، وعلم اللغات وتحاليل اجتماعية وأصول تنظيمية ، همه الأوحد تطهير رؤى هؤلاء لإسلامهم من الخرافات والأوهام والشوائب التي تشوبها ... ، فإعادة النظر بمجموع التقاليد الإسلامية لتوحيدها وكشف الرواسب المتراكمة التي عثَّرتها منذ الدعوة القرآنية ، هي موضع اهتمام محمد أركون كما المصلحين المحدثين ، مصدرها سلطان النص المطلق ، وشرعية هذا السلطان الذي لايخلو من تعصب نظري ، فينبغي أن تؤدي الثقة العارمة بالنص إلى التقليل من أهمية التجدد في النظرة - أكانت شرقية أم غربية - إلى الإسلام ، التي تواكب عمل أبرز أخصائي مسلم بالدين ، ولا ريب ، لغته فرنسية ). 
رأيهم في الإسلام : ص 145 – 146
* سأله المؤلفان هل يُمكن لدولة عصرية اعتماد الإسلام كنظام حكم ؟ أجاب : ( أرفض هذه الصيغة ، فالإسلام ليس بنظام حكم ، لا تاريخياً ولا عقائدياً )(المصدر السابق 151
* وعن عقيدته (الحداثية) يطلق بقينية وقطع – مناقضا منهجه الشكي والنسبي- يقول : ( ... الحداثة تتجاوز المجال العربي والإسلامي لكي تخص كل شعوب الأرض أنها ظاهرة كونية )( الإسلام والحداثة ص 354
* ويطرح الجبرية الحداثية باعتبارها أمراً مفروغاً منه ، لا فكاك من الأخذ بها والانطلاق من ساحتها ، يقول ذلك في يقينية شمولية تقديسية تعسفية ، يقول : (... إننا مجبرون منهجياً على الانطلاق من ساحة الحداثة العقلية والفكرية ؛ لأن الحداثة أضافت مشاكل جديدة لم تكن تطرح سابقاً ، وافتتحت منهجيات جديدة تتيح لنا توسيع حقل المعرفة دون إدخال يقينيات دوغمائية ، تعسفية ، هذا هو الشيء الجديد فعلاً ، وهنا يكمن جوهر الحداثة )( المصدر السابق ص 361 

هلاك أركون


المهندس أبوناصر(2010-09-15)(14:31)2

هلك المفكر العفن محمد أركون أحد كبار العلمانيين الداعين إلى التعامل مع الإسلام كتابا وسنة بالمقاييس الغربية في باريس بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان .

درس في السوربون ، وأصبح أستاذا فيها بعد نيله الدكتوراة منها ، له كتب عديدة تنضح ببغضاء شديدة ضد اللغة العربية التي ينادي بتفجيرها ، ويرى أن الله تعالى وتقدس مشكلة ! ، ويسخر من المؤمنين بأن الله خالق العالم ، ويستخدم مصطلح التاريخية والتاريخانية بتقديس كامل ، ويمجد كل معارض للإسلام مشكك فيه ، وينتقد من يثني على شيء في الإسلام ، وبالجملة فهو من عتاة أعداء الإسلام وممن تولى كبر المحاربة له .
أركون يرى القرآن نص أسطوري أدبي

قال د. الأحمري عن كفريات أركون : " من أهم ما يهدف له أركون في كتاباته المـكـررة والمملة نزع الثقة من القرآن الكريم وقداسته واعتباره نصاً أسطورياً قـابـلاً للـدراسـة والأخذ والـرد.

وهو يغالط كثيراً في معنى كلمة "أسطورة" ويقول : إنه يعاني من صعوبة هذه الكلمة على أسماع العرب الذين يربطون بـين هذه الكلمة وبين الأكذوبة أو الخرافة، لكن ما هي الكلمة التي يستخدمها أركون في تعبيره عن القرآن باللغة الفرنسية التي يكتب كل كتبه بها.

إنه استخدم كلمة MYTHE وبالإنجليزية MYTH وكلتا الكلـمـتـيـن تعني الخرافة أو الحكاية والكلمتان جاءتا من الكلمة الإغريقية MUTHOS وهي تـعني في جميع اللغات الأوربية حكاية خرافية شعبية تتحدث عن كائنات تجسد - بصورة رمزية - قوى الطبيعة والوضع الإنساني .

ثم إذا سلم بهذه الأسطورة - بزعمه - فإنها أولاً لم تصلنا بـسـند مـقـطـوع الـصـحـة؛ لأن القرآن -كما يقول - لم يُكتب كله في حياة الرسول - صلى الله عـلـيـه وسـلـم - بل كُـتب بعض الآيات ثم استكمل العمل في كتابة القرآن فيما بعد وهذه من الـمـغـالـطـات الـتـي يسوقها أركون بكل سهولة ويخلط فيها ما بين قـضـيـة الجمع وقـضـية الكتابة ، وبزعم أن الظروف السياسية هي التي جعلت المسلمين يـحـافـظـون فـقـط على قرآن واحد ويتركون ما عداه .

ومن أجل أن يمهد لما يريد من إنكار القرآن سنداً في أول الأمـر يدخل بعد ذلك إلى نصوص القرآن فيشكك في القصص والأخبار ويرى أن التاريخ الواقـعـي المحسوس هو الذي يحاكَم إليه القرآن ، فالأخبار والآثار التاريخية هي الـمـوثـوقـة! ولـنقرأ له هذا النص الذي يجد القارئ في كتبه كثيراً مثله يقول :

"ينبغي القيام بنقد تاريخي لتحديد أنواع الخلط والحذف والإضافة والمغالطات التاريخية التي أحدثتها الروايات القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس".

ويرى أن القرآن عمل أدبي لم يدرس كما يجب إلا من قِبَل ندرة أهمهم عنده "محمد أحمد خلف الله" عندما كتب عن القصص الفني في القرآن وقال إن القصة الـقرآنـيـة مـفـتـعـلـة، ويتحسر على عدم استمرار "خلف الله" ويذكر أن الأسباب التي لم تمـكـن "خلف الله" في عمله أنه راعى الموقف الإسلامي الإيماني أولاً ، وثانـيـاً : لنـقـص المعلومات. إذن فقد آل الأمر إلى أركون الذي سيهاجم القرآن؛ لأنه لا يراعي الموقف الإسلامي الإيماني لأنه مطلع على الأبحاث الجارية. ومع زعمه أنه يعرف الأبحاث الجارية التي كتبها فوكو والحاخام دريدا ؛ فإنه يظهر للقارئ بـشـكـل يجعله لا يثق في قدرة أركون ولا أنه فهم ما زعم فهمه من قضايا المعرفة ونقد اللاهوت ونـظريات البنيوية وما بعدها ، ويعاني في عرضه للأقوال من عدم التوثيق أو القول الصحيح لما يـنقـل ؛ إذ يقلب كل قضية قرآنية أو تفسـيريـة أو سـيـاق لعلم حتى يفـسد المعنى ويلويه إلى ما يريد كما مر معنا في مسألة كتابة القرآن ، ومثال آخر يعرِّف الوحي بـقـولـه : "إنـه يـُدعَى بالتنزيل أي الهبوط من فوق إلى تحت" .


فأركون يرى أن القرآن نص أسطوري وليس وحيا من السماء أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم - نعوذ بالله من الخذلان - ، وأنه عمل أدبي ! .

هل رأيتم انحرافا فكريا كهذا ؟!

---------------
مقتبس من كلام الشيخ عبدالله زقيل

نظرة شرعية في فكر الدكتور محمد أركون بقلم الأستاذ سليمان بن صالح الخراشي




قال الأستاذ عبد السلام بسيوني في كتابه (العقلانية: هداية أم غواية؟) عن أركون "جزائري من مواليد 1928، أتم دراسته بباريس 1955 وحصل على الدكتوراه من السربون 1969 حول الإنسية العربية في القرن الرابع الهجري، وحاضر بالعديد من الجامعات الفرنسية والعربية. 
معظم مؤلفاته بالفرنسية، وهو علماني يدعو إلى التعامل مع الإسلام –والقرآن والسنة بالذات- بالمقاييس الغربية وبالاستفادة من المعطيات التي خلفها ماركس ونيتشه وغيرهما، ويعتبر الدين الذي ينتهجه الناس مجموعة من المعطيات البطريركية التي خلفها الفقهاء وأسبغوا عليها صبغة القداسة. 
ومن آرائه أيضاً أن مفهوم الدين لم يبلور بلورة كافية للقيام بقفزه نظرية لا نتردد معها أن نجزم بأن الأديان ما هي إلا أيديولوجيات (مجلة الوحدة: العدد 6-1985). 
وأن المحتويات العلمانية التقديرية للفكر الإسلامي التقليدي ستبقى في غير متناولنا ما دمنا نريد البقاء متشبثين بإسلام لا يعدو أن يكون ديناً يأمر ويسجن العالم أجمع، ويرى الاتجاه إلى إقصاء جميع الخطب الأيديولوجية والتبريد الشرعي لمختلف إرادات القوة التي يشكل الاصطدام بها تاريخنا الماضي والحاضر(!!) الذي هو مجرد تاريخ أسطوري (!!) لا يزال يحكمنا إلى اليوم (المجتمع العالمي-1978) ويناقش –راداً- بعض نصوص القرآن المتعلقة بالمرأة معتبراً إياها شكلاً من أشكال التخسيس والزراية. 
وننقل –للإيضاح- جزءاً من حوارٍ أجرته معه مجلة "لونوفيل أبسرفاتور" الفرنسية Nouvel Observateur فبراير 1986، يعكس جزءاً من طريقته في التفكير الذي يعتمد القفز والمغالطات واستغفال القارئ من خلال مصطلحات "خواجاتية" يحاول أن يخضع لها الفكر الإسلامي فيقول: 
المجلة : باسم القرآن تقطع أياد، ترجم نساء، يفرض الحجاب، تقام حروب مقدسة. 

##@##

أركون: هذه الأفعال تقام باسم القرآن ولكنها في الواقع خيانة له: 

Ces acts sont commis au nom du Coran, mais ils en sont la trahison

وإن السلطات السياسية (!!) تفسر النص القرآني بمفهومها الخاص. أما النص نفسه فهو مغطى، محرف أو منسيّ. 
مثلاً في تعدد الزوجات، ماذا يقول القرآن، يمكنك أن تنكح اثنتين أو ثلاثاً أو أربعاً من النساء.. نعم، لكن: ماذا تقول بقية الآية؟ على شرط أن تعدل بينهن، العدل هنا لا يعني أن يكون لديهن نفس المتاع، لكن كذلك نفس الحنان والحب بالضبط، وتقول السورة: إذا لم تستطع أن تكون عادلاً فلك واحدة فقط، لكن من المستحيل أن يكون الإنسان عادلاً، فإذا القراءة المتأنية للقرآن لا يمكن أن تؤدي إلا إلى منع تعدد الزوجات (!!). 
نفس الشيء يمكن أن يقال بخصوص قضايا أخرى. رمضان مثلاً: في يوم من الأيام دعا الرئيس بورقيبة أصدقاءه إلى تناول الطعام في رمضان، كل الناس صدموا وقتها، لكن قال لهم: إن النبي نفسه دعا صحابته إلى الأكل والشراب في رمضان. نعم هذا الاستثناء كان وقت حرب، ولكن نحن كذلك في حرب ضد التخلف. فكما ترين: القرآن تتوجب إعادة قراءته.. والتفكير فيه بشيء مختلف (!!) 

المجلة: لكن هناك أشياء النص فيه واضح. 

##@##

أركون: بالعقل القرآن يقول: (للذكر مثل حظ الأنثيين) في مثل هذه الحالة الحسابية لا يمكن فعل أي شيء إلا إعادة طرح مسألة التفسير القرآني. لا يمكننا أن نستمر في قبول ألا يكون للمرأة قسمة عادلة (!!)

فعندما يستحيل تكيف النص مع العالم الحالي. 

عندما يكون علانيةً منبثقاً عن وضع اجتماعي لا يتناسب في شيء مع عالمنا الحاضر. 
ينبغي العمل على تغييره. 
إن التفسير يبقى دائماً جائزاً بشرط أن يعاد في مسألة التنـزيل على ضوء التاريخانية. 
الحجاب مثلاً –ككل ما يمت إلى الجنس وإلى وضع المرأة في الإسلام- ينتمي لقانون عربي سابق على الإسلام. 
الإسلام صادق على تقاليد قديمة متعلقة بأسس قبلية، وأعطاها بعداً مقدساً (!!) 
ويتعلق الأمر اليوم بإعادة التفكير في هذه المفاهيم على ضوء التاريخ. 
وللأسف فإن هذا العمل في بدايته في الإسلام.. بحكم سيطرة الأيديولوجيا (انظر دراسة محمد بريش عن أركون، مجلة الهدى-1985)ومن آراء أركون رفضه للإسلام نظام حكم لأنه لم يكن كذلك لا تاريخياً ولا عقائدياً!!) ا.هـ كلام الأستاذ عبد السلام بسيوني (ص 126-128) (وانظر كتابه الآخر: اليسار الإسلامي خنجر في ظهر الإسلام، ص 38 وما بعدها) 
##
و
قال الدكتور مفرح القوسي عنه
: "الدكتور محمد أركون([1]): أحد كبار العلمانيين الداعين إلى التعامل مع الإسلام –كتاباً وسنة بوجه خاص- بالمقاييس بالغربية، تجنى كثيراً في كتاباته واللقاءات العديدة التي أُجريت معه على السلف ومنهجهم. فهو –مثلاً- يتهم المنهج السلفي بأنه منهج أسطوري لا تاريخي مغرق في التجريد والمثالية، فنراه يقول تحت عنوان (الرؤية الإسلامية التقليدية): "إليكم كيف يلخص المفكر الحنبلي ابن تيمية هذه الرؤية كما فرضت نفسها انطلاقاً من القرن التاسع: (فهذه الطبقة –صحابة النبي- كان لها قوة الحفظ والفهم والفقه في الدين والبصر والتأويل، ففجرت من النصوص أنهار العلوم، واستنبطت منها كنوزها، ورزقت فيها فهماً خاصاً…، فهذا الفهم هو بمنـزلة الكلأ والعشب الذي أنبتته الأرض الطيبة، وهو الذي تميزت به هذه الطبقة عن الطبقة الثانية، وهي التي حفظت النصوص، فكان همها حفظها وضبطها، فوردها الناس وتلقوها بالقبول، واستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها) ([2])، ويعلق أركون على ذلك بقوله مباشرة: "يتضح أكثر ما يتضح كيف يحذف تمجيد الجيل –الصحابي- الذي شاهد الوحي، يحذف المنظور التاريخي من الناحية العملية، فكل الحقيقة التي يمكن معرفتها، وكل التعاليم السنية في الإسلام، وكل نماذج السلوك الديني المحتذاة، ونماذج العمل الإنساني والتنظيم السياسي الاجتماعي، كل ذلك يتركز ويتحدد غاية التحديد في عصر التأسيس؛ في النصوص، الينابيع، النماذج (القرآن، الأحاديث النبوية المسماة سنة)، وهي مفهومة فهماً مثالياً وتحظى بتفسير الصحابة البارع، ثم إنها قد جُمعت ونُقلت بأمانة دقيقة من قبل التابعين وأجيال الفقهاء الورعين اللاحقين. وهذه السلسلة المتصلة من الشاهدين الذين لا يطالهم لوم؛ تجعل من الجائز أن يكون هناك مفهوماً إسلامياً صحيحاً معروفاً منذ أصوله، ومستمراً بواسطة المؤمنين ضد الانحرافات والالتواءات والتشوهات التي أقحمتها الفرق المبتدعة عبر العصور. وبالاستناد إلى حديث يُذكر دائماً أن محمداً نفسه قد أعلن أن أمته ستُقسم إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة ناجية؛ لأنها هي التي اتبعت سنته بحذافيرها، أي: كل تعاليمه وكل ممارساته،

وهذه الجماعة من المؤمنين الحقيقيين تسمى (أهل السنة والجماعة). ومثلما يحدث في جميع الحركات الأيديولوجية الكبرى نهضت عدة جماعات في وجه المسلمين السنيين؛ احتجاجاً على دعواهم الانفراد بالإسلام الحقيقي والعمل على استمراره، ومن الجدير بالذكر أن نشير إلى أن كل فرقة تعلن عن نفسها أنها وحدها التي تستأثر بالسنة، ولكنها كلها تقيم الصلة ذاتها بعصر التأسيس، وذلك بوضع المصادرات التالية موضع التنفيذ: 
أ‌-أن الوحي القرآني يشتمل على كل ما ينبغي على الإنسان أن يعرفه حول مصيره الخاص وحول الآخرة والتاريخ والعالم والله. 
ب‌-لقد أبان محمد بقوله وعمله المعنى الدقيق للوحي، وأن حياته تؤلف على هذا النحو الأنموذج الكامل، الذي يترتب على كل مؤمن أن يسعى لمحاكاته. 
ج‌-أن حياة محمد وتعليمه يمكن أن يُعرفا عن طريق الرواية التي لا ينالها الشك، مما قام به الصحابة والتابعون والفقهاء. ومما يلاحظ أن الخلاف يتناول دروب الرواية والوضع الأخلاقي الديني للرواة، ولكنه لا يمس نماذج الرواية ولا تقنيتها (سلسلة الإسناد). وإن الفرق كافة تستعمل إذن النشاط الذي يضفي الأسطورية على الماضي، وتمارس عمل الإسقاط ذاته لمفاهيم شتى، وأوضاع تاريخية متغيرة على لائحة الدلالات المثالية التي أقيمت في ذلك الوقت. 
د‌-أن قيمة السلوك الإنساني، وبوجه أعم قيمة النمو التاريخي للشعوب بعد سنة 632 (سنة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم) إنما تتبع بدقة وظيفة ترسخها في النصوص- الينابيع- النماذج، وفي الأشكال الرمزية المثالية (النبي، الصحابة، الأئمة)، وكل ابتعاد عن هذه النماذج لا يُعاش ولا يُطرح إلا بوصفه ضلالاً وانحطاطاً يصيب الأمة" ([3]). 
##
@@
ويقول مؤكداً تهمة (اللا تاريخية) في المنهج السلفي: "إن الطريقة التي أجاب بها الإصلاحيون السلفيون عن الواقع التاريخي كانت تتضمن نظرة أسطورية تجاه أصول الإسلام أكثر من كونها نظرة تاريخية، وذلك لأن الإصلاحيين زعموا أن الإسلام الأولي بإمكانه أن يحل مشاكل القرن التاسع عشر، وأن يواجه تغلغل الحداثة الاقتصادية والسياسية التي سبقتها في أوروبا ثورات وتجارب ديمقراطية وبرلمانية، وأيضاً تغلغل الحداثة الفكرية التي سبقتها في أوروبا أيضاً وفي القرن نفسه حركات علمية ضخمة. هذا كان عبارة عن وقائع تاريخية إيجابية، ولمواجهتها أراد المسلمون أن يقدموا إجابات من نوع أسطوري وليس تاريخياً"([4])، ويقول: "أعتبر الموقف السلفي موقفاً ميتولوجياً، وذلك لكونه يريد العودة إلى ماضٍ موصوف بالمثالية"([5])، ويقول أيضاً: "إن صورة الإسلام في قرنه الأول للهجرة –وهي الصورة التي تناقلتها الحركات الإسلامية- ليست صورة تاريخية وإنما أسطورية"([6])، ويقول كذلك: "إن المسلمين ظلوا متعلقين بتصور هو أقرب إلى الأسطورية فيما يتصل ببواكير الإسلام، وإن الأسطورة هي أحد طرق التعبير عن الحقائق الإسلامية لدى الجماعات الإسلامية"([7]). 
ولذا نجده يدعو إلى إعادة قراءة وتشكيل الفكر والتاريخ الإسلامي مما يتعلق بالحوادث والأشخاص خلال القرنين الهجريين الأولين([8]). 
##@##

##
ولما سُئل: هل يوجد إسلام واحد صحيح مصير أصحابه الجنة، وأن بقية الفرق الأخرى في النار؟ . 
أجاب : "هذا التصور رسخته الأدبيات البدعية (أي كتب الفرق الإسلامية وكتب الملل والنحل)، ومعظم الجهد الذي أقوم به الآن يتمثل في تجاوز هذه الأدبيات والخروج من موقعها الإيديولوجي الذي يخلع على نفسه غطاء الشرعية التيولوجية (أي اللاهوتية الإسلامية) دون أي حق أو برهان.. إن القول أن هناك حقيقة إسلامية مثالية وجوهرية مستمرة على مدار التاريخ وحتى اليوم ليس إلا وهماً أسطورياً لا علاقة له بالحقيقة والواقع… وسوف تنـزاح الغشاوات عن عيون الناس وتسقط الأوهام الكبرى الشائعة التي تملأ وعي المسلمين بخصوص تاريخهم، فهم يتوهمون أن الإسلام السني كان موجوداً منذ البداية وعلى مستوى لحظة القرآن والخطاب القرآني، ولكن ذلك ليس إلا وهماً وسراباً…وأنا كمؤرخ نقدي يفتح عينيه جيداً لن أصدق هذا الزعم، لأني لو صدقته لما كنتُ مؤرخاً أو باحثاً، ولأصبحت عقائدياً متحيزاً"([9]). 
وينظر أركون إلى "الوحي" و"الحقائق الإسلامية الغيبية" و"الأصول التشريعية" نظرة بُعْديّة؛ منفلتة من مشاعر الاحترام والتقدير التي يحملها المسلم بداهة لكل ما يمس دينه ومعتقده. من ذلك –على سبيل المثال- قوله : "إن الفكر الإسلامي لا يمكنه أن يتهرب طويلاً، إن فعل الإيمان "الأرثوذوكسي" الأصيل الذي يصلح دوماً؛ يقوم على التأكيد بأن الدين يرتكز على الوحي الذي أنزله الله على الناس بواسطة الأنبياء، وبالتالي فإن الدين فوق المجتمع، ولكن الواقع العلمي الحديث ينـزع إلى فرض الفكرة بأن الدين كله في المجتمع ومن المجتمع. الله بذاته بحاجة إلى شهادة الإنسان له"([10]). 
ومن ذلك: اعتقاده بأنه لكي نفهم ما سماه (الحادث القرآني) ([11]) وآثاره على الفكر العربي الإسلامي لابد –في نظره- من تحقيق "التاريخ الانتقادي للقرآن الكريم"، والذي –كما يقول- ليس "سوى إعادة بناء المجموع الصحيح لجميع النصوص التي نزلت على محمد باسم التنـزيل والوحي"([12]). 
ومن ذلك أيضاً: ادعاؤه أن الحديث النبوي لم يصبح مصدراً ثانياً للتشريع بعد القرآن إلا بعد وضع الإمام الشافعي أصول الفقه ودّون أسسه في القرن الثاني الهجري([13]). 
ومن ذلك أيضاً: قوله عن تحديد الإمام الشافعي في كتابه (الرسالة) لمصادر التشريع الإسلامي بأنها: الكتاب والسنة والإجماع والقياس؛ قوله عن هذا التحديد بأنه: "الحيلة الكبرى التي أتاحت شيوع ذلك الوهم الكبير بأن الشريعة ذات أصل إلهي"([14]). 
ومن ذلك كذلك : قوله عن قاعدة الإجماع في أصول الفقه الإسلامي بأنها: بمثابة وجه آخر للقهر الفكري في التراث الإسلامي([15]) . 

ويصم أركون الحنابلة السلفيين –ولا سيما الإمامين أحمد بن حنبل وابن تيمية- بالتزمت واستعمال العقل استعمالاً أسطورياً([16])، وبالإلحاف على وجوب الإقرار بأركان الإيمان دون التساؤل عن براهينها([17]). ويدعي أن الإمام الشافعي في كتابه (الرسالة) "قد أسهم في سجن العقل الإسلامي داخل أسوار منهجية معينة؛ سوف تمارس دورها على هيئة استراتيجية لإلغاء التاريخية"([18])، ويقول عن الإمام الطبري: "الطبري عندما كان يقول: يقول الله، ثم يُعطي تفسيره وكأنه مطابق تماماً لقول الله أو لمقصد الله، فإنه لم يكن يعرف أنه يتلاعب من غير وعي منه بالأنظمة التيولوجية"([19]). 
ويشن أركون هجوماً عنيفاً على الفقهاء والمفسرين، ويكيل لهم العديد من السباب والشتائم مما لا يتفق بحال مع الطابع التاريخي العلمي الموضوعي الذي يدّعي تقمصه في أبحاثه وكتاباته، ومن ذلك على سبيل المثال قوله: "الشيء الذي ينبغي أن يحظى باهتمامنا هنا وينبغي التركيز عليه هو ذلك الزعم المفرط والغرور المتبجح الذي يدّعيه الفقهاء بأنهم قادرون على التّماس المباشر بكلام الله([20])، وقادرون على الفهم المطابق لمقاصده العليا ثم توضيحها وبلورتها في القانون الديني"([21])،

##

وقوله –واصماً إياهم بصفة (الانتهازية)-: "سوف نرى فيما بعد أن انتهازية المشرعين تصبح أكثر وضوحاً وجلاء عندما يتنطعون لتعيين الآيات  الناسخة والمنسوخة"([22]). ويدعي أن الفقهاء كانوا يعتمدون في صدر الإسلام على آرائهم الشخصية في تقريرهم الأحكام الفقهية فيما يتعلق بالأحداث والوقائع المستجدة، ثم يُضفوا (يُسبغوا) عليها الصفة الشرعية([23]). ويتهمهم بالتلاعب بالآيات القرآنية، فيقول: "إن المشرعين من البشر (أي الفقهاء) قد سمحوا لأنفسهم بالتلاعب بالآيات القرآنية من أجل تشكيل علم للتوريث يتناسب مع الإكراهات والقيود الاجتماعية الاقتصادية الخاصة بالمجتمعات التي اشتغل فيها الفقهاء الأوائل"([24]). 
ويُصرُّ في معظم كتبه على وصف منهجهم بـ (الأرثوذكسية) الذي يعني –في نظره- الجمود والانغلاق الفكري؛ وفرض تفسيرهم لنصوص الكتاب والسنة بالقسر والقوة وعده التفسير الوحيد الصحيح المستقيم، وما عداه هرطقة وضلالاً. ويدعي أنهم يمارسون رقابة أيديولوجية صارمة على كل الفئات الاجتماعية وعلى كل مستويات الثقافة في البلاد الإسلامية، مما حد كثيراً من حرية البحث والتعبير، وأدى بالتالي إلى تأخر الفكر الإسلامي([25]). 
ويمتدح –في المقابل- المستشرقين، ويطري مناهجهم في دراسة الإسلام، ويدعي أن الاستشراق الآن "هو وحده الذي يؤدي إلى تقدم الدراسات في مجال الثقافة الإسلامية والفكر العربي، كما كان عليه الحال أيام غولدزيهر وجوزيف شاخت"([26]). 
كما يمتدح علي عبد الرازق على ما أورده في كتابه (الإسلام وأصول الحكم)، ويدعي أنه لم يكن للخلافة الإسلامية أساس ديني، وأنها صنعت لنفسها وجهاً دينياً بواسطة الفقهاء([27])، ويدعو إلى تطبيق العلمانية وممارستها في البلاد الإسلامية، بحجة أنها أصبحت ضرورة ملحة لهذه البلاد في وقتنا الراهن([28])، وينكر على السلفيين قولهم أن "الإسلام دين ودولة"، واصفاً منهجهم بأنه منهج وثوقي (دوغمائي)، لأنه –في نظره- يفرض موقفاً من دون تحليله فكرياً وتبريره بدراسة تاريخية([29])". انتهى كلام الدكتور مفرح القوسي –وفقه الله-. 
وقال الأستاذ محمد بن حامد الأحمري في مقال بعنوان ( محمد أركون ومعالم من أفكاره ) نشره في مجلة البيان ( عدد 35 ) : 
"تطورت في عصرنا هذا وسائل الدعاية لكل شيء بمقدار لم يسبق له مثيل، هذه الدعاية في قضايا الكماليات ووسائل الراحة قد تكون معقولة إلى حد ما، لكن الغريب من أصناف هذه الدعاية، الدعاية الفكرية لعامة الكتاب والشعراء والروائيين إلى درجة تدفع إلى السأم وعدم الثقة بأي شيء يشتهر من كتاب أو كاتب أو صحيفة، فيجعلك هذا لا تثق بالشهرة لأي عمل، إذ قد يكون في غاية الرداءة والفساد لكن جيوش الإعلام والترويج تحاصرك حتى تفقد بصيرتك. وقد حاصرتنا الدعاية في زماننا ورفعت في وجوهنا مجموعة من الكتاب والمفكرين والأدباء، وألصقتهم في وجوه ثقافتنا كرها، وألزمتنا بهم وحاصرتنا كتبهم في كل زاوية، وليس هذا الحصار فقط بين العرب، بل لقد شكت إحدى المستشرقات وقالت : إن أدونيس لم يقل شيئاً ولكن اللوبي الأدونيسي هو الذي أعطاه الأهميةً! هذا الجيش الدعائي من وراء كتاب صغار أو مغالطين كبار هو الذي أعطاهم أهمية كبرى في عالم الكتاب العربي.

****
قال أحد القراء: لقد رأيت كتب أركون ولفت انتباهي الدعاية الكبيرة لها، فذهبت مع القوم واشتريت منها وقرأت الأول والثاني فما أحسست بفائدة ولا ساعدني الفهم، وقلت: كاتب متعب، ولكن زادت الدعاية للرجل فقلت في نفسي: النقص في قدرتي على الدراسة والفهم، وسكت وخشيت أن أقول لأحد: لا أفهمه، حتى إذا كان ذات يوم جلست إلى قارئ وكاتب قدير وتناول كتاب "تاريخية الفكر العربي الإسلامي" وقال: لقد حاولت أن أفهم هذا الكاتب أركون فما استطعت، فكأنما أفرج عني من سجن وقلت: رحمك الله أين أنت فقد كنت أبحث عن قارئ له يعطيني فيه رأياً، لا الذين أكثروا من الدعاية له دون دراية.
وحتى لا تضر بنا المبالغة في هذا إليك نموذجاً للدعاية الأركونية: علق هاشم صالح مترجم أركون إلى العربية في آخر كتاب "الفكر الإسلامي نقد واجتهاد" يقول هاشم: بعد أن تركت محمد أركون رحت أفكر في حجم المعركة التي يخوضها بكل ملابساتها وتفاعلاتها، وهالني الأمر فكلما توهمت أن حدودها قد أصبحت واضحة محصورة، كلما اكتشفت أنها متشابكة معقدة، شبه لانهائية. هناك شيء واحد مؤكد على أي حال: هو أن محمد أركون يخوض المعركة على جبهتين: جبهة الداخل، وجبهة الخارج، جبهة أصوليي المسلمين، وجبهة أصوليي المستشرقين: 
وسوى الروم خلف ظهرك روم فعلى أي جانبيك تميل([30])؟

هذا مثل مما يفعل هذا المترجم، وقد يفاجئك مراراً بالمدح في وسط الكتاب أو في المقدمة أو في الهامش([31]) أو في لقاءاته مع أركون التي تمثل جزءاً كبيراً من أعماله، فهذه طريقة في الكتابة جديدة إذ يجري المترجم حواراً حول أفكار أركون بعد كل فصل أو في آخر الكتاب كما في "الفكر الإسلامي قراءة علمية"، أو "الفكر الإسلامي نقد واجتهاد".
أثناء قراءة أعمال أركون قد تصادفه ينقد مدرسة عقائدية أو فقهية، ويحاول أن يقول إنها خرافة، وأسطورة دغمائية كما يحلو له أن يكرر، وتقول: لعله ينصر المدرسة الأخرى، فهو إما شيعي أو خارجي، ثم يخرج عليك في صفحة أخرى وهو يعرض بعدم معقولية فكرة الإمامة لدى الشيعة([32])، ثم في مكان آخر لايتفق مع الإسلام السني المتزمت في نظره([33]) علماً أن السني عنده هم الأشاعرة، وأما أحمد وابن تيمية فيدعوهما حنابلة متزمتين. وتحاول جاهداً أن تقف تماماً على مايريد فإذا هو متناقض لا يؤمن بشيء ولا يرى أن لهذا العلم أو التراث الإسلامي أي مكانة إلا في عين المدارس النقدية الغربية، فما أقرته فهو الحق والمحترم –كنص للدراسة ليس أكثر من نص بشري قابل للأخذ والعطاء –وما لا تقره المكتشفات الأسلوبية اللغوية الاجتماعية والنفسية المعاصرة فإنه لا يرى إقراره والاهتمام به لقدمه وتخلفه عن العصر.
ولعل كتاب "الفكر العربي" أول كتبه المترجمة إلى العربية وفيه تلخيص غامض لجل ما قال في الكتب الأخرى، وأشار فيه بكثير من التحفظ إلى آرائه في القرآن والسنة والشيعة والحداثة والتجديد.
عند أركون أهداف واضحة لمن يستقرئ أعماله ويصبر على التزوير والمراوغة واللعب بالكلمات في غير معانيها حتى يحصل على هدفه الكبير من كل مشروعه وسيأتي بيان الهدف بعد ذكر وسائله إليه.

##

##
الوسائل :
أول وسائله نقد الكتاب الإسلاميين الذين ليست لهم صلة بالمدارس الغربية في الفكر، والذين ليس لهم إلمام بعلوم اللسانيات والاجتماع والنفس والنظريات التي خرجت –فيما يرى –بعد الخمسينات من هذا القرن الميلادي، وبالتالي يطالبهم بالمشاركة والدراسة لمستجدات النظريات الإنسانية الغربية، ثم هو يستخدم نظريات ميشيل فوكوه في مسائل المعرفة والسلطة، ويرى تاريخية المعرفة وبكونها قابلة للتغيير والتطوير والشمول، وأهم جوانب المعرفة التي يتحدث عنها المعرفة الدينية بكل أبعادها، ويرى اعتبار المعرفة الإسلامية نموذجاً أسطورياً يزعج المسلمين ويهز إيمانهم، ولكن لابد –كما يرى –من بناء مفاهيم جديدة مستمدة من الاحتياجات الجديدة كما فعل السلف، ويرى أن هناك مناطق عديدة في الفكر الإسلامي لا تمس ولا يفكر فيها مثل مسألة عثمان –رضي الله عنه-وقضايا جمع القرآن، والتسليم بصحة أحاديث البخاري والموافقة على الأصول التي بناها الشافعي، ويرى أنه يضع أساساً للاجتهاد وعقلانية جديدة([34])، وهو يرى أن الوعي الإسلامي قد انشق فيما بين السنة والشيعة، والوسيلة عنده ليست بالتوفيق بين الجانبين ولا الانتقاء منهما إنما الوسيلة نقد الطرفين وهو يعتنق "النقدية الجذرية" للطرفين وإسقاط كل الحجج التي بأيدي الجميع، وبالتالي فإن النص السني مغلوط ومزور والنص الشيعي نص العدالة والعصمة مغلوط ومزور وأسطوري، والمطلوب أن يتحرر كل من الفريقين من نصه فيتوحدان([35]).


##

##
##

الأهداف :
من أهم ما يهدف له أركون في كتاباته المكررة والمملة نزع الثقة من القرآن الكريم وقداسته واعتباره نصاً اسطورياً([36]) قابلاً للدراسة والأخذ والرد. وهو يغالط كثيراً في معنى كلمة "أسطورة" ويقول : إنه يعاني من صعوبة هذه الكلمة على أسماع العرب الذين يربطون بين هذه الكلمة وبين الأكذوبة أو الخرافة، لكن ما هي الكلمة التي يستخدمها أركون في تعبيره عن القرآن باللغة الفرنسية التي يكتب كل كتبه بها.
إنه استخدم كلمة MYTHE وبالإنجليزية MYTH وكلتا الكلمتين تعني الخرافة أو الحكاية والكلمتان جاءتا من الكلمة الإغريقية MUTHIOS وهي تعني في جميع اللغات الأوربية حكاية خرافية شعبية تتحدث عن كائنات تجسد –بصورة رمزية –قوى الطبيعة والوضع الإنساني([37]).
ثم إذا سلم بهذه الأسطورة –بزعمه –فإنها أولاً لم تصلنا بسند مقطوع الصحة، لأن القرآن –كما يقول –لم يكتب كله في حياة الرسول –صلى الله عليه وسلم –بل كتب بعض الآيات ثم استكمل العمل في كتابة القرآن فيما بعد([38]) وهذه من المغالطات التي يسوقها أركون بكل سهولة ويخلط فيها مابين قضية الجمع وقضية الكتابة، وبزعم أن الظروف السياسية هي التي جعلت المسلمين يحافظون فقط على قرآن واحد ويتركون ماعداه([39]).
ومن أجل أن يمهد لما يريد من إنكار القرآن سنداً في أول الأمر يدخل بعد ذلك إلى نصوص القرآن فيشكك في القصص والأخبار ويرى أن التاريخ الواقعي المحسوس هو الذي يحاكم إليه القرآن، فالأخبار والآثار التاريخية هي الموثوقة‍‍‍‍! ولنقرأ له هذا النص الذي يجد القارئ في كتبه كثيراً مثله يقول:
"ينبغي القيام بنقد تاريخي لتحديد أنواع الخلط والحذف والإضافة والمغالطات التاريخية التي أحدثتها الروايات القرآنية بالقياس إلى معطيات التاريخ الواقعي المحسوس"([40]) 

##@##

ويرى أن القرآن عمل أدبي لم يدرس كما يجب إلا من قبل ندرة أهمهم عنده "محمد أحمد خلف الله" عندما كتب عن القصص الفني في القرآن وقال إن القصة القرآنية مفتعلة، ويتحسر على عدم استمرار "خلف الله" ويذكر أن الأسباب التي لم تمكن "خلف الله" في عمله أنه راعى الموقف الإسلامي الإيماني أولاً، وثانياً لنقص المعلومات. إذن فقد آل الأمر إلى أركون الذي سيهاجم القرآن، لأنه لا يراعي الموقف الإسلامي الإيماني لأنه مطلع على الأبحاث الجارية. ومع زعمه أنه يعرف الأبحاث الجارية التي كتبها فوكوه والحاخام دريدا، فإنه يظهر للقارئ بشكل يجعله لا يثق في قدرة أركون ولا أنه فهم ما زعم فهمه من قضايا المعرفة ونقد اللاهوت ونظريات البنيوية وما بعدها([41])، ويعاني في عرضه للأقوال من عدم التوثيق أو القول الصحيح لما ينقل، إذ يقلب كل قضية قرآنية أو تفسيرية أو سياق لعلم حتى يفسد المعنى ويلويه إلى ما يريد كما مر معنا في مسألة كتابة القرآن، ومثال آخر يعرف الوحي بقوله: إنه يدعي بالتنزيل أي الهبوط من فوق إلى تحت"([42]).



##@##

معاني القرآن: 
##@##

لو تجاوزنا قضية شكه في القرآن ورده للسنة من باب فماذا يفسر به القرآن وكيف يفهمه؟ إنه يقول: "إن القرآن –كما الأناجيل –ليس إلا مجازات عالية تتكلم عن الوضع البشري، إن هذه المجازات لا يمكن أن تكون قانوناً واضحاً، أما الوهم الكبير فهو اعتقاد الناس –اعتقاد الملايين –بإمكانية تحويل هذه التعابير المجازية إلى قانون شغال وفعال ومبادئ محدودة تطبق على كل الحالات وفي كل الظروف"([43]).
ويقول في موضع آخر:
"إن المعطيات الخارقة للطبيعة والحكايات الأسطورية القرآنية سوف تتلقى بصفتها تعابير أدبية، أي تعابير محورة عن مطامح ورؤى وعواطف حقيقية يمكن فقط للتحليل التاريخي السيولوجي والبسيكولوجي اللغوي –أن يعيها ويكشفهما"([44])
ويفصل أركون بين القرآن والشريعة، فالقرآن عنده خطاب مجازي يغذي التأمل والخيال والفكر والعمل ويغذي الرغبة في التصعيد والتجاوز، والمجتمعات البشرية لا تستطيع العيش طيلة حياتها على لغة المجاز"([45]) ولكن هناك البشر المحسوسون العائشون –كما يقول –في مجتمع وهناك أمورهم الحياتية المختلفة التي تتطلب نوعاً من التنظيم والضبط وهكذا تم إنجاز الشريعة([46]) ثم يعقب بأن هناك مجالاً أسطورياً مجازياً وهو مجال القرآن، ومجال آخر واقعي للناس هو مجال الشريعة ويقول: "إنه وهم كبير أن يتوقع الناس علاقة ما بين القرآن والشريعة التي هي القوانين الشرعية وأن المناخ الميثي (الأسطوري) الذي سيطر على الأجيال السابقة هو الذي أتاح تشييد ذلك الوهم الكبير، أي إمكانية المرور من إرادة الله المعبر عنها في الكتابات المقدسة إلى القوانين الفقهية (الشريعة) وحجته في ذلك ما يلي : في الواقع أن هناك أنواعاً مختلفة من الكلام (من الخطاب) وهناك فرق بين خطاب شعري أو ديني، وخطاب قانوني فقهي أو فلسفي، ولا يمكن لنا أن نمر من الخطابين الأولين إلى الخطابات الأخرى إلا بتعسف واعتباط"([47]) ألا ترى أنك يا أركون قد استطعت أن تمرق من الخطابين ؟!

##@##

مكانة السنة عنده: 
##@##

ليس هذا مجالاً لمتابعة هذه الأقوال والرد عليها، فيكفي هنا التعريف بمعالم فكره بما فيها جرأته على الشك في ثبوت وصول القرآن إلينا، وجرأته على نفي الحديث والزعم بأن الظروف السياسية وأوضاع المجتمعات التي انتشر فيها الإسلام احتاجت إلى أحاديث وقال: "إن السنة كتبت متأخرة بعد موت الرسول- صلى الله عليه وسلم –بزمن طويل وهذا ولد خلافات لم يتجاوزها المسلمون حتى اليوم بين الطوائف الثلاث السنية والشيعية والخارجية، وصراع هذه الفرق الثلاث جعلهم يحتكرون الحديث ويسيطرون عليه لما للحديث من علاقة بالسلطة القائمة"([48]). وهو يرى أن الحديث هو جزء من التراث جعلهم يحتكرون الحديث ويسيطرون عليه لما للحديث من علاقة بالسلطة القائمة". وهو يرى أن الحديث هو جزء من التراث الذي يجب أن يخضع للدراسة النقدية الصارمة لكل الوثائق والمواد الموروثة كما يسميها([49])، ثم يقول:"وبالطبع فإن مسيرة التاريخ الأرضي وتنوع الشعوب التي اعتنقت الإسلام –قد خلقت حالات وأوضاعاً جديدة ومستحدثة لم تكن متوقعة أو منصوصاً عليها في القرآن ولا في الحديث، ولكي يتم دمجها وتمثلها في التراث فإنه لزم على المعنيين بالأمر أن يصدقوا عليها ويقدسوها إما بواسطة حديث للنبي، وإما بواسطة تقنيات المحاجة والقياس"([50]).
تلك هي مكانة الشريعة عنده وهذه مكانة أحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم –إذ لا يرى أي تشريع جاء به القرآن، وأن القرآن خطاب أدبي عاطفي لا علاقة له بالحياة، والشريعة ضرورة اجتماعية أملتها ظروف المجتمع وحاجة الناس، وهي في مجموعها تراث إذا قابلت في الطريق ثقافة مجتمع آخر أو استجد شيء فإن هذا الجديد يدمج في هذا التراث بواسطة حديث أو قياس، وهو يناقض نفسه تماماً، إذ لو لم تكن الشريعة من غير هذين المصدرين كأساس لما سعى المعنيون بالأمر –كما يسميهم –لفعل ما كذبه عليهم. وهذا مثال واحد كبير من الغث والانحراف والكفر الذي يملأ به كتبه، كله يناقض بعضه بعضاً، وكفاه زوراً أو جرأة على كتاب الله قوله: "وليس في وسع الباحثين أن يكتفوا اليوم في الواقع بالتكرار الورع للحقائق الموحى بها في الجزيرة العربية في القرن السادس والتي طرحت منذئذ على أنها بآن واحد مما يمكن تعريفه واستخدامه وأنها متعالية([51])" وهو يرى أن الباحثين –يعني نفسه ومن تابعه –(إذ حتى كبار الكفار من المستشرقين لم يحملوا على القرآن والسنة والأمة كالحملة التي يقودها أركون ولم يستطيعوا القول بكل هذه الافتراءات في آن واحد)- لا يسعهم تطبيق القرآن لأنه نزل في الجزيرة في ذلك الزمن القديم، وهو لا يرى نفسه وهو يقدس ويستسلم لبقايا قوانين الرومان، بل ويحاسب الإسلام على أفكار فوكوه هل تتطابق معها أم لا، ويقول في نفس الوقت بأن القرآن حقائق، وقد سبق أن قال إنه مجازات عالية وقد أجمع القائلون بالمجاز على أن كل مجاز يجوز نفيه ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمر([52])، علماً بأن المجاز بالأسلوب الذي يريده أركون أبعد بكثير من المجاز الذي حدث فيه الخلاف بين المسلمين والذي قال فيه الشنقيطي إن وروده في القرآن غير صحيح ولا دليل يوجب الرجوع إليه من نقل ولا عقل، ونحن ننزه القرآن على أن نقول فيه مجاز بل نقول كله حقائق([53]).

##@##


ونقل الشنقيطي عن عدد من العلماء عدم جواز المجاز في اللغة أصلاً فضلاً عن القرآن، وهو –أي الشنقيطي –ممن يرى هذا، وأركون لا يرى أن آيات الأحكام هي المجاز، ولا آيات الصفات كما قال بعض السابقين المخالفين لأهل السنة، لكنه يرى كل القرآن مجازات عالية، ومرة يقول متعالية أي تكون بعيدة عن المجتمع سياسة واقتصاداً واجتماعاً، إنما تهذيب روحي لا علاقة له بالدنيا.

##@##

وليس هذا مكان الحديث عن المجاز ولا الخلاف فيه. لكن جاء بمناسبة خلط أركون وتناقضه، إذ يقول: القرآن حقائق نزلت قديماً ثم يرجع ويقول مجازات عالية. إن أركون يهدم كل شيء ولا يقيمك على سنن ولا يثق بأحد ولا بعلم أحد، فهو يسخر من كل من سبقه حتى يسخر من الطبري ومن طريقته في التفسير. ومادام قد اجترأ على كتاب الله وسنة رسوله كل هذه الجرأة فماذا يتوقع القارئ عن غيرها. وهناك جوانب عديدة يستنكرها كقضايا الثواب والعقاب والبعث بعد الموت([54]). ويرى في آيات القرآن التي تحدثت عن الجنة وثوابها سياقات شعرية، وأيضاً يرى رمزية العذاب.

@@#@@

خلاصة :
يرى أركون أن القرآن والكتب السابقة تعاني من سياق واحد، ويضع القرآن مع الأناجيل في مستوى من الثبوت والدراسة واحد، ويرى أهمية النقد والتجديد. وعمله هذا النقدي السلبي النافي –الذي يمسخ كل الحقائق وكل المعاني –لا يمكن بحال أن يكون مذهباً فكرياً بديلاً، بحيث يحل محل شيء من الفرق أو الجماعات التي وجدت على الساحة الإسلامية وليس بأسلوب يمكن قبوله من قبل السنة أو الشيعة، ذلك أنه يلغي الجميع ويرى العدمية([55]) التي يقدمها هي البديل أو التجديد، فالشك والجحود بكل شيء لن يكون أبداً بديلاً للإيمان، إذ هذا العدم لا يكون ديناً ولا يبني خلقاً، وهو يرى –مع هذا –ضرورة النظام في حياة الناس ويرى أهمية القوانين وهذه القوانين عنده تنشئها الضرورة الاجتماعية، لكن أي مجتمع وأية قوانين؟ أما المجتمع فلا يرى أركون أن يكون للإسلام سلطة عليه؛ لذا فليس للإسلام أن يسن أي قانون في ذلك المجتمع إذ ليس للإسلام في نظره أي قانون ولا علاقة بالوجود، وهو قد بذل وعصر كل سمومه وآفات الملحدين في الغرب لينكر المصادر أولاً ثم لو افترض إثباتها فليس لها حقائق ولا معاني تمس الناس، ثم إذا فهم منها معاني فتلك المعاني جاءت للحاجة والضرورة؛ لأنه لم يكن هناك قوانين في المجتمع. وقد علق أحدهم على نمط تفكير أركون وأسلوب تعامله مع النصوص فقال: إن تجديدية أركون هي تجديدية عدمية ولا نحسب أن مسلماً عاقلاً يهتم لقراءة أركون النافية وهذا ملخص لبحث مطول يتناول كتب ومقالات أركون، ومع أن أعماله غير معقولة لكن –ويا للأسف!- إن الذي يتحكم في سلوك وأفكار العالم الإسلام اليوم هو (اللامعقول) لهذا يحتاج إلى بيان)) انتهى كلام الأستاذ الأحمري –وفقه الله-.
وقال الدكتور أحمد إبراهيم خضر في مقال له بعنوان: (أبعاد التخريب العلماني: محمد أركون أنموذجاً) نشره في مجلة البيان (عدد123):
"بالأمس طلب خالد بن عبد الله القسري، أمير العراق الجعد بن درهم حتى ظفر به، فخطب بالناس في يوم الأضحى، وكان آخر ما قاله في خطبته: أيها الناس ضحوا، تقبّل الله ضحاياكم، فإني مضح بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليماً، ولم يتخذ إبراهيم خليلاً، تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً ثم نزل فذبحه في أصل المنبر، فكان ضحية، ثم طفئت تلك البدعة فكانت كأنها حصاة رُمي بها([56]) 
واليوم.. المرعى الإسلامي غداً بابه مفتوحاً لكل (عرجاء) و(عوراء) لا يجزئ لحمها في الأضحية([57]) 
إنهم أهل التخريب العقدي، يحاربون الإسلام من داخله بإثارة شكوك المسلمين بما يؤمنون به، يهدفون عبر زعزعة الترابط العقدي تفكيك المجتمع الإسلامي برمته([58]) يصفون أنفسهم بأنهم علماء مجتهدون متفرغون لتطوير المعرفة([59]) ولا تخرج مقولاتهم عند كونها لوناً من ألوان (الرقاعة الثقافية) ([60]) يميزون أنفسهم عن المسلمين الآخرين (المقلدين)، أما هم فإنهم باحثون تحرروا مما أطلقوا عليه (المعارف الخاطئة) التي تعارف عليها كل المسلمين عن الإسلام، يدعون إلى العقلانية ويطالبون باتساع العقل وحرية البحث حتى في القضايا الدينية الحساسة التي ترتبط بما هو مقدس ولا يمس (كالوحي والقرآن والسنة)، يشجعون الإبداع الفكري الذي يصل عندهم إلى حد القول بأن الاعتقاد بأن الشريعة ذات أصل إلهي (وهم كبير) ([61]) ومع كل هذا الانحراف والضلال يطالبون الآخرين بالتسامح معهم والإقبال على مناظرتهم، وعدم الخلط بين العرض العلمي للقضايا ومواقف العوام، والتقيد بما يفرضه البرهان العقلي، يتهمون ما يسمى (بالخطاب الإسلامي) بأن خطاب ملئ بالنقائض والرذائل والثالب، يحمّل المفكرين (أمثالهم) ما لم يفكروا فيه،وما لم يدّعوه، وما لم ينطقوا به([62]) 
ماذا يريدون بالضبط؟ 

##@##


همهم الأول القضاء على الإيمان العقدي ومحوه من الأفق البشري: حتى لا يبقى هناك إلا الأفق الاجتماعي، يريدون منا أن ندخل تجربة الغرب التاريخية التي خاضها منذ أكثر من قرنين فتخلص من الأفق الديني القروسطي (نسبة إلى القرون الوسطى) . 
لا يجهلون الإسلام وإنما يصرون على تحليله في ضوء النصرانية الكنسية والقرون الوسطى التي ارتبطت في أذهان الغرب بالتصور المظلم والمرعب عن الدين، أفقهم المعرفي لا يخرج عن حدود الفكر الغربي والثقافة الأوروبية، يتزلفون للغربيين حتى القسس منهم على حساب دينهم، ولهذا يضيقون ذرعاً بمطالبة الإسلاميين بخصوصية إسلامية وأصالة عقلية وعلمية مطلقة جعلتهم في غنى عما أبدعته انحرافات الفكر الغربي والبحث العلمي خارج دائرة المعارف الإسلامية المتأصلة في القرآن والمنطلقة منه، فراحوا يتصورون أن الإسلاميين كآباء الكنيسة يقتلون في الإنسان حس المبادرة والحركة ويدعون إلى الاستكانة والاستسلام ورفض الانخراط في العالم([63]) . 
أهل السنة والجماعة في نظر أهل التخريب العقدي (أورثوذكسيون)
لأنهم يجمعون على عقيدة إسلامية صحيحة ومستقيمة، ويبرزون معايير التفرقة بينها وبين البدع والاعتقادات الطارئة المنحرفة عن الإسلام (والأورثوذكسية) أصلاً مصطلح غربي نقله أهل التخريب إلى العربية ولا يربطونه بالمذهب الأورثوذكسي في النصرانية، لأنه مصطلح سابق على ظهور هذا المذهب، لا يروق لهم المعنى الحرفي للكلمة (وهو الطريق المستقيم أو الطريق الصحيح) إنما يأخذون معناها الاصطلاحي وهو (النواة العقائدية الصلبة والمغلقة على ذاتها لدين ما، أو لإيديولوجية ما ، أو اتجاه سياسي ما، والتي ترفض كل ما يقع خارجها باعتبار أنه ضلال وهرطقة ) . 
يقول أهل التخريب إنهم لم يستطيعوا ترجمة مفهوم (الأورثوذكسية) بكل أبعاده الأيديولوجية بالسنة؛ لأن أهل السنة والجماعة قد احتكروا المفهوم لصالحهم وعدلوا به عن معناه في القرآن([64]) ، ولم يعط أهل التخريب العقدي دليلاً واحداً مقنعاً يبين صحة تأويلاتهم الفاسدة الخارجة أصلاً عن حدود القرآن والسنة. 
وحتى لا يتهم أهل التخريب العقدي بالكفر، سارعوا إلى وضع مفهوم جديد للإيمان والكفر فهموا من الإمام الغزالي أن الكفر هو تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم في شيء مما جاء به، والإيمان هو تصديقه في جميع ما جاء به، فاليهودي والنصراني كافران لتكذيبهما الرسول صلى الله عليه وسلم والبراهمي كافر بالطريقة الأولى لأنه أنكر مع رسولنا سائر المرسلين. 
هذا الذي يتبنى مفهوم الغزالي عن الكفر ويطبقه على (العلماء المجتهدين) أمثالهم رجل مقلد بلغ درجة من العمي والتعصب في أحكامه؛ لأن الإيمان والكفر في فلسفة أهل التخريب العقدي مرتبطان بالبحوث النفسانية واللغوية عن تكوين البنية الشخصية والجماعية التي ينشأ فيها كل فرد. ولم يكتف أهل التخريب العقدي بذلك بل ألقوا مسائل الحلال والحرام والمقدس والقصص الديني في أحضان العلوم الحديثة (علوم الإنسان والمجتمع) ([65]) التي تعطي لها تفسيراً خاصاً يخرج بها كلية عن ارتباطاتها العقدية. ومن المسلّم به في العلوم الاجتماعية أن نظرياتها التقليدية ترى أن الأفكار الدينية زيف ووهم، أما نظرياتها الحديثة فتتجنب مسألة حقيقة الدين، لكنها تغذي هذه التحليلات التي تحقر من أي رؤية جدية للأفكار الدينية وتنظر إليها على أنها غير حقيقية([66]) 

##@##

موقفهم من خاصية ثبات الأصول: 
##@##

واجهت أهل التخريب العقدي مشكلة النظرة العقلية المستمرة والمتكررة التي ترى وجود إسلام صحيح يتطابق مع مفهوم الدين الحق لمكافحة البدع والرد على أهل الأهواء والنحل، وإبطال الملل الضالة المضلة، وإبعاد أو إخضاع جميع المنحرفين عن الصراط المستقيم والحق المبين فقالوا إن الإجماع بأن هناك إسلاماً جوهرياً لا يقبل التغير ولا يخضع (للتاريخانية) ([67]) هو كالأقنوم الإلهي يؤثر في الأذهان والمجتمعات ولا يتأثر بها ليس إلا تحجراً عقلياً وتطرفاً وتعصباً وإرهاباً، ودعوا إلى العدول عن هذه النظرة التقليدية والإقرار بضرورة التعددية العقائدية، ويسوّغون دعواهم الضالة والمضلة بأن النصوص القرآنية قد ألهمت ولا تزال تلهم (تأويلات) بتغير الزمان والمكان([68]) . 

##@##

يؤمن أهل السنة والجماعة بأن التأويل الذي دلت عليه النصوص وجاءت به السنة ويطابقها هو التأويل الصحيح، والتأويل الذي يخالف ما دلت عليه النصوص وما جاءت به هو التأويل الفاسد، وكل تأويل وافق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو المقبول وما خالفه فهو المردود، لكن أهل التخريب العقدي بعد أن طرحوا بعيداً ربط الكفر بتكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم ردوا السنة برمتها إلى دائرة (البحث التاريخي) ([69]) وسعوا إلى إعادة قراءة النصوص الدينية تلك التي أسموها بالنصوص التأسيسية أو النص الأول (القرآن) والنصوص الثانية (السنة وغيرها) في ضوء العلوم الحديثة. 
والتأويل عند أهل التخريب العقدي لا يخرج عما يقوله عنهم (ابن القيم) من أنه (استخراج معاني النصوص وصرفها عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات ومستنكر التأويلات، فأدى بهم هذا الظن الفاسد إلى نبذ الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وراء ظهورهم، فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف والكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف. (والتأويل) إذا تضمن تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم فحسبه ذلك بطلاناً) وتأويلات أهل التخريب العقدي من هذا الطراز([70]) . 

##
القطعية المعرفية ماذا تعني؟ 

خرج علينا أهل التخريب العقدي بمصطلح جديد أسموه (القطعية المعرفية) ومن المعروف عنهم أنهم لا يأتون بجديد، وإنما يستخرجون أفكارهم بعد أن يدخلوا جحر كل ضب دخله قبلهم المفكرون الغربيون ثم يلوكون هذه الأفكار ويطبقونها على الإسلام. 
ومصطلح (القطعية المعرفية) طرحه أصلاً المفكر الإيطالي (فيكو) وكتب فيه الأمريكي (توماس كون) وعالم الرضيات الفرنسي (رينيه توم) تناول كل هؤلاء مسألة القطعية في تاريخ العلوم وكيفية تفسيرها متى تحدث القطعية في فكر ما؟ ما هي الشروط الموضوعية التي ينبغي توافرها لكي تحصل القطعية؟ أي : لكي يتوقف الناس فجأة عن التفكير بالطريقة التي كانوا يفكرون بها سابقاً منذ مئات السنين ولأن الحقد والغل يملأ قلوب أهل التخريب العقدي على الإسلام طبقوا هذا المفهوم على الإسلام، فدعوا إلى التوقف عن التفكير في الإسلام بالطريقة التي يؤمن بها الناس حالياً والتفكير فيه بطريقتهم التدميرية. 
ويدعونا أهل التخريب العقدي إلى أن ندرك معنى القطعية المعرفية، أي أن نتخلى عن معارفنا التقليدية عن الإسلام التي يصفونها بأنها معارف (خاطئة أسطورية ذات معاني خيالية) وأن نفكر بالطريقة التي فكر بها الأوروبيون منذ القرن السادس عشر فنغير مثلهم نظرة العقل إلى المعرفة وطرق إدراكه للواقع وتعبيره عن تأويلاته لهذا الواقع. 


##

هل نحن بحاجة إلى الفلسفة؟ 

وعبر إصرارهم المستميت على تخريب عقيدة الإسلام يزرعون الألغام الواحد تلو الآخر فتجدهم يدعون إلى الانفصال بين الحكمة والشريعة ويفسرون الحكمة بأنها (الفكر العلمي) ويسمون الشريعة (بالظاهرة الدينية) ([71]) مع أن الحكمة تعني العلم والفقه والمعرفة بالقرآن وخشية الله والفهم والبصر والعقل، كما جاء ذلك عن ابن عباس ومجاهد وابن مسعود وزيد بن أسلم وذلك في تفسير قوله تعالى (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولو الألباب)[البقرة: 269] وقوله تعالى (ولقد آتينا لقمان الحكمة) [لقمان: 12] ([72]) وتارة أخرى ينظرون إلى الحق على أنه خاضع (للتاريخانية) بمعنى أن وجوده ومظاهره تتغير بتغير نظرة العقل إليه كما يتغير العقل بدوره بتغير النتائج ووجوه الحق التي يستبينها ويتعقلها، كما يتبنون وظيفة الفلسفة لتسويغ الموجودات والأحكام إلى العقل في كل الممارسات والمعالجات بما في ذلك إثارة مسائل وقضايا ومواقف معرفية ما كان التفكير فيها ممكناً بل كان مستحيلاً، ولذلك تجدهم يرجعون انتشار المدّ الإسلامي إلى غياب الفلسفة إلا في غيبة نور الوحي الإلهي، أو في حالة خفوته أو في حالة جهل الناس بحقيقتها وجهلهم بالمنهج النبوي على وجهه الصحيح، وتملك الفلسفة القدرة على التلبيس بما تملكه من أدوات فهي تتزين بزي العقل حيناً وبزي العلم حيناً آخر، وتملأ الفراغ المخيف الذي تتركه غيبة الهداية الإلهية عن العقول([73]). 
وبينما اشتهر أهل التخريب العقدي في مصر وسوريا باستخدام مصطلحات (نقد الخطاب الديني) و(نقد الفكر الديني)، استخدم نظراؤهم المستوطنون في دول الغرب مصطلح: (نقد العقل الإسلامي). 


يُعَرّف أهل التخريب العقدي (العقل الإسلامي) بأنه هذا العقل المتقيد بالوحي أو المعطى المنـزل ويقر بأولوية المعطى لأنه إلهي وأن دور العقل ينحصر في خدمة الوحي أي فهم وتفهيم ما ورد فيه من أحكام وتعاليم وإرشاد، ثم الاستنتاج والاستنباط منه، فالعقل تابع وليس بمتبوع اللهم إلا بالقدر الذي يسمح به اجتهاده المصيب بفهم وتفهيم الوحي. 
لا يقر أهل التخريب العقدي بذلك ويصبون كل انتقاداتهم على علاقة العقل بالمعطى المنـزل وعلى رضاه بأن يبقى دائماً في الدرجة الثانية أي في حدود الخادم دون أن يجرؤ أبداً على مبادرة أو سؤال أو تأويل لا يسمح به الوحي المحيط بكل شيء، بينما العقل لا يدرك شيئاً إدراكاً صحيحاً إلا إذا اعتمد على الوحي المبين([74]) . 
إنه ما عصي الله بشيء إلا أفسده على صاحبه ومن أعظم معصية العقل إعراضه كتاب الله وروحيه فأي فساد أعظم من فساد هذا العقل؟ إن علم الأنبياء وما جاؤوا به عن الله لا يمكن أن يدرك بالعقل ولا يكتسب وإنما هو وحي أوحاه الله إليهم بواسطة الملك أو كلام يكلم به رسوله منه إليه بغير واسطة كما كلم موسى وهذا متفق عليه بين جميع أهل الملل المقرين بالنبوة المصدقين الرسل ولا يخالفهم في ذلك إلا جهلة الفلاسفة وسفلتهم، ولكن أهل التخريب العقدي يريدون أن يعكسوا شرعة الله وحكمته فإن الله سبحانه جعل الوحي إماماً والعقل مؤتماً به وجعله حاكماً والعقل محكوماً عليه ورسولاً والعقل مرسلاً إليه وميزاناً والعقل موزوناً به وقائداً والعقل منقاداً له، فصاحب الوحي مبعوث وصاحب العقل مبعوث إليه والآتي بالشرع مخصوص بوحي من الله وصاحب العقل مخصوص ببحث عن رأي أو فكرة. الرسول يقول : معي كتاب الله وهم يقولون : معنا العقل. الرسول يقول: معي نور خالق العقل به أهدي وأهتدي ويقول قال الله كذا قال جبريل عن الله كذا وهم يقولون قال فيكو.. قال بيبر بورديو.. قال جاك دريدا.. قال فرانسوا إيوالد.. الخ . 

##@@@##

بين العقل والوحي: 
إن قضايا العقل تشتمل على العلم والظن والوهم، وقضايا الوحي كلها حق، فأي قضايا مأخوذة عن عقل قاصر عاجز عرضة للخطأ من قضايا مأخوذة عن خالق العقول وواهبها هي كلامه وصفاته([75]) (العقل هو المصدر والعامل في كل ما يعبر عن الإنسان ويبلغه بلغة من اللغات وهو المسئول عن عملية تركيب المعاني في إنتاج جميع المنظومات) هكذا يقول أهل التخريب العقدي في دفاعهم 
عن (فتنة خلق القرآن) وقد وصل بهم التبجح إلى القول بأنه (لو استمرت المناظرات بين العقل القائل بخلق القرآن والعقل الخادم الخاضع للقرآن غير المخلوق لكان الوضع المعرفي للعقل الإسلامي اليوم على غير ما هو عليه بمعنى أن الفسحة العقلية ما كانت لتصبح ضيقة محدودة تسودها الأرثوذكسية العقائدية المعروفة اليوم) ([76]) أي انتصار أهل السنة والجماعة الذين يقولون أن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ فنـزل غير مخلوق ألفاظه ومعانيه عن كلام الله سمعه جبريل من الله والنبي سمعه من جبريل والصحابة سمعوه من النبي وهو القرآن المكتوب بالمصاحف المحفوظ بالصدور المتلو بالألسنة القرآن عند أهل السنة والجماعة كلام الله تعالى بالحقيقة وليس بمخلوق ككلام البرية ومن سمعه وزعم أنه ككلام البشر فقد كفر وقد ذمه الله تعالى وعابه أو أوعده عذابه حيث قال (سأصليه سقر) [المدثر 26] التي أوعدها الله من قال (إن هذا إلا قول البشر) [المدثر: 25] ([77]). 

##@##

البؤس الفكري لدى بعض المفكرين العرب: 
##@##

وقد اعترف أهل التخريب العقدي بأن التوجه الإسلامي الصحيح قد كشف أزمة المجتمع في العمق وكشف في الوقت نفسه عن البؤس الفكري لمعظم المثقفين العرب ومراهقتهم الفكرية، كما أنه كشف كذلك عن التخلف المنهجي والمعرفي للفكر العربي المعاصر فالواقع في واد وهم في وادٍ آخر، فبؤسهم الفكري عاجز عن طرح أي مشكلة بشكل صحيح بل عاجز حتى عن رؤية المشكلة ذاتها. 
أقر أهل التخريب العقدي بأن زميلهم (المثقف العربي) يقف أمام نظيره الغربي (كالفلاح الفقير الذي يقف خجلاً بنفسه أمام الغني الموسر) ويقولون في ذلك (يقف مثقفنا العربي أمام نظيره الغربي وهو يكاد يتهم نفسه ويعتذر عن شكله غير اللائق ولغته غير الحضارية ودينه المتخلف ويستحسن المثقف الغربي منه هذا الموقف ويساعده على الغوص فيه أكثر فأكثر حتى يكاد يلعن نفسه أو يخرج من جلده لكي يصبح حضارياً أو حداثياً مقبولاً) ([78]) 
لقد أحسن أهل التخريب العقدي وأجادوا في وصف حال المثقفين العرب الذين هم أيضاً من دعاة هذا التخريب، لكن حال أهل التخريب العقدي أمام المثقفين ليس بأفضل من حال المثقفين العرب الذين يهاجمونهم، هاهم يقفون خجلين أمامهم من الخطاب الإسلامي الذي يتحدث عن التوحيد والصلاة والصيام والزكاة والحج والحجاب والجهاد، إنهم يقدسون لغة الغرب ويكتبون بها ويرونها مؤيدة للنقد الفلسفي والتاريخي والعلمي وأن لها أرضية خصبة من الجهاز المفهومي الداعي إلى المزيد من الدقة والتعمق في النقد، أما لغتهم (اللغة العربية) فلا تتحمل اقتران النقد بالعقل الإسلامي، هاهم يعتذرون عن شكلهم غير اللائق ولغتهم غير الحضارية ودينهم المتخلف فيحذرون الإسلاميين من أن خطابهم المتردد على ألسنة الخواص والعوام يمجه جميع الناس في الغرب وأنه لا يتيح إلا المزيد من الرفض والاستبعاد وسوء التفاهم، ويحذرون أيضاً بأن على الخطاب الإسلامي أن يغير من طريقته التي تثير ردود فعل وتحريض للغرب على الإصرار في الهيمنة واستراتيجية الإخضاع والتسيير التحكمي للعالم (الإسلامي) المتخلف ثم يدافعون عن الغرب ويقولون "بأن للغرب حق الحماية لقيم مدنيته والدفاع عن أمانته أمام قوى العنف والتجاهل وعدم التسامح"([79]) .
يريد أهل التخريب العقدي خطاباً إسلامياً يتحدث للغرب بلغة ما وراء الحداثة([80]) والديمقراطية ومفهومي الفرد والمواطن والتعاقد والتفاعل بين دولة القانون والمجتمع وأن يراعي الجانب الحقوقي والفلسفي للتجربة الديموقراطية وإلا فهو خطاب متخلف يستحق أن يمجه الغربيون ويرفضوه" انتهى كلام الدكتور أحمد خضر –وفقه الله-. 
وقال الأستاذ نعمان السامرائي تحت عنوان (محمد أركون ينكر الصحوة الإسلامية): 
"محمد أركون ينكر الصحوة ويراها شعاراً سياسياً يتخفى الإسلام والدين خلفه، ويرسم للصحوة صورة، فإذا لم تتحقق فليس هناك صحوة، وباعتباره "علماني" حتى العظم أو مخ العظم، لذا فالإسلام عنده شيء، والسياسة والحكم شيء آخر. بل هو يدعي أن القرآن فيه علمانية والتراث الإسلامي كذلك. ومع ذلك لنقرأ ما يقول: ([81]) (……وما دامت العلوم الإسلامية الأصلية مجهولة، ولم تدرس على الطريقة التاريخية، والإنسانية، والأنتربولوجية الحديثة، فلا يمكننا أن نقول إن الإسلام "تجدد". طبعاً نرى ملايين من الناس يعيشون بالقيم الإسلامية، يعيشون بالإيمان، لكن هذا لا يدل على أننا قد تمكنا من المعاني الحقيقية الأصلية للدين بصفة عامة، وللدين الإسلامي بصفة خاصة). 

##@##


الذين تحدثوا عن الصحوة لا حظوا جانب "الالتزام" فمن لم يكن ملتزماً بالإسلام راح "يلتزم" ومن كان لا يعنى ولا يهتم، صار يعنى، ويسأل، ويقرأ، ويهتم. وكما قال البعض : إن طلبة الطب والهندسة من الدار البيضاء إلى جاكرتا، صاروا أكثر تديناً والتزاماً، وهذا لا علاقة له بما يريده (أركون) من الدراسة على الطريقة التاريخية
فكل ما يطمح الرجل في نشره هو العلمانية، وقراءة القرآن قراءة جديدة غير مقيدة بقواعد اللغة (وقد ناقشت كل ذلك في كتابي: الفكر الاستشراقي والفكر العربي) وأرجو أن لا يُخدع القارئ بما يقوله هذا الرجل "ويغمغم" فيه. 
والرجل بصفته "متغرب" أكثر من الغربيين، لا يريد مطلقاً أن يعترف بفشل الطروحات الغربية بشقيها اللبرالي والماركسي، ولذلك يظل يبحث عن أسباب أخرى للصحوة التي ينكرها، من ذلك كثرة المتعلمين([82]): (فالأجيال الطالعة عددها كبير جداً، ولا بد لها من أن تطالب بحقوقها في التعليم المدرسي وفي العمل وفي الحياة المادية التي يعيشها الناس في مجتمعاتنا العصرية، هذه المطالبة لا بد أن تعبر عن نفسها من طريق العمل السياسي ولكن النظام السياسي في المجتمعات الإسلامية لا يسمح باستعمال الخطاب السياسي المحض، لأن هذه المجتمعات وهذه الدول الإسلامية الحديثة تقوم على نظام الحزب الواحد، وأنبتت على زعامة واحدة…). 

هناك دول مثل مصر، تونس، تركيا، إندونيسيا، السودان، باكستان، بنغلادش، وغيرها، تسمح بتعدد الأحزاب، وبعضها سمح للحزب الشيوعي بمزاولة النشاط الرسمي، ومع ذلك، فأمر الشباب في هذه البلاد لا يختلف عن سواها، حتى اضطر بعضها لمنع ومصادرة النشاط الإسلامي، فلو كانت القضية "سياسية صرفة"… لتوجه الشباب إلى تلك الأحزاب ومارس من خلالها العمل السياسي. 
وحتى في دولة "الحزب الطليعي الأوحد" بإمكان الشباب ممارسة العمل السياسي من خلاله، إذا كان المطلوب هو العمل السياسي لا غير.. وسيكون في أمان ورغد عيش، وأمل في تحقيق المطالب. لكن ذلك لم يحدث!..

إن نظرة أركون "العلمانية" هي التي توحي له بهذا التفسير، لذا لا أتفق معه في قوله: ([83]) (… ولذلك نرى أن الظاهرة الدينية طغت على مجتمعاتنا([84]) –وهذا اعتراف صريح- لأن هؤلاء الشباب أجبروا على استعمال الواسطة الدينية، المعجم الديني، للتعبير عن حاجاتهم السياسية. والحقيقة أننا نستمع إلى خطاب سياسي، بعبارات دينية، وهذه الظاهرة مهمة جداً خصوصاً في مجتمعاتنا الإسلامية، لأننا لا نجدها في المجتمعات الغربية، حيث يسمح تعدد الأحزاب بالتعبير السياسي المباشر، من دون الحاجة إلى استعمال واسطة الدين للنضال، أو للتعبير عن حاجات المواطن في مجتمعه، ولذلك نرى في تلك المجتمعات انفصالاً بين الدين والسياسة).
هذا الانفصال هو "العلمانية" التي باتت مستقرة في الغرب، والتي وجدت في الأجواء المسيحية، حيث جفت ينابيع المسيحية وتصلبت كما يقول الناقد البريطاني "كولن ولسن" والتي تخلو من التشريع، والتي مارست الكنيسة في عصور خلت ألواناً من الإرهاب، لا مثيل له، وكل هذا وغيره لا وجود له في الإسلام، ولكن "هوس" أركون "بالعلمانية"، وإعجابه بالغرب، يجعله لا يرى في الصحوة الإسلامية إلا واجهة سياسية، يرفضها من منطلقه العلماني الضيق. بينما يدرك أساتذته المستشرقون أن الإسلام دين شامل يهتم بالدولة كما يهتم بالصلاة، ولا تفريق بين الدنيوي والأخروي (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا). 
فالعلمانية إيمان ببعض الكتاب، وكفر بأكثره، وهي بعيدة عن الإسلام، وقد نبتت في غير أرضه، وبين قوم ليسوا بمسلمين. 
قضية أخرى وهي أن مندوب المجلة علماني، ولذلك فهو يوجه الحديث كذلك. 

##@##

قضية ثالثة يشكو منها أركون ويطالب بها بإلحاح: أن يُفسح له مجال التوجيه. والرجل يُستقبل عادة استقبال الفاتحين، ويوصف "بالمفكر العربي الكبير وصاحب النظريات" وتوضع في خدمته الإذاعات وغيرها، ومع ذلك فهو يشكو، ويشكو، ويطالب الحكومات، أن تشجع على "الفكر النقدي"، وهذا الفكر يقول: بأن القرآن كتب إملائياً في القرن الرابع عشر للميلاد، وأن السُنّة جرى عليها الحذف والاختيار، وأن الإمام الشافعي هو الذي جعل منها مرجعاً، وأن التفسير الصوفي الإشاري وعلم الجفر الشيعي يشكلان حقيقة مكتومة مموهة، وهما أفضل من التفسير السني الحرفي!!… 
هذا الفكر، أو "المراهقة الفكرية" يريد صاحبها نشرها اليوم، وهو يتصور نفسه "قائد عميان" !. لا يا أستاذ السوربون، ما كل بضاعة "نافقة" في السوربون، وفي مؤتمرات المستشرقين المظلمة العفنة، يمكن أو يجب أن تنشر في أوساط المسلمين، ولو منحتك السوربون ألف شهادة وألف لقب و"لمّعتك" بكل دهون العالم. ولقد حاول قبلك الدكتور طه حسين فلم ينجح، فلا تتعب نفسك! … 
هناك كذبة يروجها الكاتب قائلاً: ([85]) (… ونسبة إلى القوة العظيمة التي تعمل على المستوى الدولي لإضعاف القوى المجددة عندنا، وتشجيع القوى التي تؤيد المواقف الرجعية، وعندما أقول الرجعية، أقصد على وجه التحديد الرجعية العقلانية، لأن هناك رجعية ثقافية عقلانية…)

##@##

أركون شيخ الرجعيين: 

جلوس أركون على عرش السوربون، جعله يعتقد أن ذلك وحده يكفي لنفي صفة الرجعية عنه. والرجعية: صفة في العقل، ولوث في القلب، ومنهج في الفكر. وجلوس الإنسان في السوربون، أو الربع الخالي لا دخل له في ذلك. كما أن مدح "البعض" لا يعني أن الممدوح بعيداً عن الرجعية أو "الرجعة" الشيعية. 

##@##

فلنجرب قراءة هذه النصوص لشيخ الرجعية الأركونية ثم نحكم بعد ذلك: 

1-
يقول شيخ السوربون وهو يتحدث عن الشيعة: ([86]) (إن حركة المطالبة بالشرعية، التي سينشأ عنها "حزب الشيعة" تحقق كذلك دلالة محتملة في القرآن، والتجربة النبوية. إن "الإمام" شأنه شأن النبي، يحظى بتأييد الله، لمتابعة مهمة شاقة، هي مهمة التجسد الإلهي في الإنسان، تجسد الروحي في الزمني، والمقدس في العادي، ولكن هذه النظرية ستزداد وضوحاً بالتدريج…). 
فإذا لم تكن هذه الإفكار "الحلولية" من الرجعية فما الرجعية إذن؟؟. 
2-
نتيجة تلاقح الفكر الشيعي بالإشراق التصوفي، سنحصل على فكر تقدمي في نظر أستاذ السوربون: ([87]) (الإمامية أو الإثنا عشرية، تجعل سلسلة الأئمة المعصومين من سلالة النبي تقف عند اثني عشر، بدءاً من "علي" .. وإن تعاليم هؤلاء الأئمة –وقد أهملها أهل السنة المسلمون- تؤلف السنة الحية، التي جمعها ونظمها "الكليني وابن بابويه" خاصة… وبالاتصال بالفلسفة الإشراقية، سيزدهر الفكر الإمامي بعد النهضة الصوفية في إيران…). 
3-
هناك أخبار تُسند إلى جعفر الصادق رضي الله عنه، بأن لديه علم اسمه "علم الجفر" مودع في كيس من جلد فيه، علم الأنبياء والأوصياء وعلم بني إسرائيل([88]). ولا يشك عاقل في كذب الخبر، ومع ذلك لنقرأ هذا النص: ([89]) (من العسير علينا إعادة بناء العالم العلمي لشخص مثل "جعفر 

الصادق" المتوفى سنة 765، وفيه يُرى التراث الإسلامي([90]) بآنٍ واحد، وأنه رائد رمزي "علم الجفر" أو المعرفة الأخروية الخاصة بالأنبياء، ثم هي خاصة بورثة "علي" …. فإن الثابت أن فكراً علمياً جديداً، قد نشأ في المدينة من حول "جعفر" وقد طبقت تقنيات تحقيق روحي، متصلة بالرمزية السيميائية، على تفسير القرآن…) ا هـ. 
وحتى يفهم القارئ "علم الجفر" لا بد أن يقرأ خبره في كتب الشيعة أولاً، ثم ليحكم بعد ذلك من هو الرجعي؟ . 
فقد نقل "الكليني" وهو عند أركون في مستوى البخاري ومسلم. نقل أن رجلاً من الشيعة سأل جعفر الصادق رضي الله عنه عن هذا العلم فكان جوابه([91]) (إن عندنا "الجفر"، وما يدريهم ما الجفر؟ وعاء من أدم([92])، فيه علم النبيين والوصيين، وعلم العلماء الذي مضوا من بني إسرائيل. وإن عندنا مصحف فاطمة عليها السلام، وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟ فيه مثل قرآنكم ثلاث مرات، والله ما فيه من قرانكم حرف واحد). 
وإذا فهمنا علم الأنبياء وعلم الأوصياء، فما هي علوم بني إسرائيل؟؟. 
والرسول عليه السلام وجد يوماً صحيفة من التوراة في يد عمر بن الخطاب، فغضب واحمر وجهه، وقال: "لو كان أخي موسى حياً لما وسعه إلا أن يتبعني" . فماذا في جلد "الديناصور" الذي يعجب به شيخ السوربون؟؟!!…
وما هو العلم الذي نشأ في المدينة حول "الصادق"؟ وما هي السيمياء التي يعشقها أستاذ السوربون؟ لماذا لا يُطلعنا عليها، فنـزدد علماً أو جهلاً؟؟. 

وأخيراً كان هناك جاسوس إسرائيلي، في بلد عربي اسمه "كوهين"، استلم الإذاعة، وكانت هوايته المفضلة شتم "الرجعية" صباح مساء، كما كان يؤمن بالفكر النقدي، ومارس هوايته سنوات ثم سقط، وله أخ في مصر كان يفعل الشيء نفسه، اسمه (ليفي)، واسمه العربي (وحيد السعداوي) كان يشرف على برامج إذاعية، وكان يسب الرجعية بلا انقطاع !


##@##

أركون والعلمانية : 
##@##

حينما يكون المتحاوران علمانيين يعجب الإنسان كيف تحوّر وتموّه الحقائق. لنستمع أولاً للمندوب العلماني وهو يسأل أركون: ([93]) (من منطلق تفسيرك لموضوع الصحوة الإسلامية هناك استنتاج رئيسي مفاده: أن الأجيال والقوى الناهضة تحاول استغلال الدين كغطاء لحركتها السياسية، ألا ترى في ذلك تحميلاً للدين فوق طاقته، وتجاوزاً لرسالته؟ . 

##@##

جواب أركون: إن هذا تـزييف للدين وابتعاد عن المقصود الأسمى منه، لأن المقصود الأسمى من الدين معرفة الله، والديانة تكون مناجاة العبد لربه، وهذه المناجاة تكون: في الصلاة، في الحج، تكون في الصيام، تكون في الفروض الخمسة… أدافع عن التفريق بين مستوى الحياة الدينية –كما ذكرت- ومستوى الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، أو ما يمكن أن نسميه الاتجاه أو الوضع العلماني الدنيوي، يجب أن نفصل بين هذين المستويين. هناك تيار قوي يقول إن الإسلام: دين، ودولة، ودنيا. وعندي أن هذا خلط بين مستويات مختلفة من المعاني، والقيم، ومن الوظائف… هناك –للأسف- خلط بين الدين والدنيا والدولة، مع أن الفكر المعاصر والنقد العلمي المعاصر يدلان على أن تلك الاتجاهات أو تلك الأوضاع بين الدين والدولة يجب أن تُميز…). 
هذه هي العلمانية، والرجل يجاهر ويفاخر بها، ثم يعود ليصف نفسه بأنه المدافع عن الإسلام والمتحدث باسمه، والذي لا يفوت مؤتمر في مشرق الأرض أو مغربها إلا ويحضره، ثم يلوك مثل هذا الكلام، ويدعي بأن القرآن يحوي العلمانية ويشتمل عليها، لكنه لا يقول مطلقاً في أي آية من كتاب الله وجدها؟؟ !!. 
وفي الختام يرفض الرجل أن يقر بأن تغيراً حدث في حال المسلمين، وعلى الناس أن يقنعوه بذلك، لأنه لا يتمنى ذلك ولا يريده، وهو عاجز عن التعليل)) ا.هـ كلام الدكتور السامرائي –وفقه الله- من كتاب: (الصحوة الإسلامية في عيون مختلفة، ص 49-56). 
قلت: ومن أراد الزيادة عن فكر (محمد أركون) فليرجع إلى الدراسة القيمة التي عملها الأستاذ محمد بريّش عن فكره ونشرها على حلقات في مجلة (الهدى) المغربية: 
-
الحلقة الأولى: مدخل الدراسة في العدد 13، جمادى الأولى، 1406هـ يناير فبراير 1986 (ص 28-33). 
-
الحلقة الثانية: من هو محمد أركون، في العدد 14، رمضان ذو العقدة، 1406هـ ، ماي- يوليو 1986، ص 23-43. 
-
الحلقة الثالثة: لماذا محمد أركون ؟ العدد 15، ربيع الثاني ، 1407هـ، 1986م، ص 42-64. 
-
الحلقة الرابعة: ماذا يريد محمد أركون؟ أو (علمنة الإسلام –الجزء الأول- على عتبة المشروع). العدد 16/17/18، صفر –ربيع الأول- رجب ، 1408هـ ، أكتوبر 1987- 1988م، ص 20-36. 
##@##

وليرجع أيضاً إلى كتاب (حوار مع علي حرب، نصر حامد أبو زيد، محمد أركون) للأستاذ عمر عبد الله كامل. 
وإلى كتاب (الفكر العربي والفكر الاستشراقي بين د. محمد أركون ود. أدوارد سعيد) للدكتور نعمان السامرائي. 
وليرجع –أيضاً- إلى مقال بعنوان "محمد أركون ومشروعه النقدي" للأستاذ محمد بوراس، منشور في مجلة البيان، العدد 179. 
وإلى مقال "تناقضات مشروع محمد أركون الفكري" للدكتور عاصم حمدان. مجلة "أهلاً وسهلاً"، عدد أكتوبر 2001م، ص 14-16. 
([1]) مفكر جزائري ولد عام 1928م بالجزائر، وبها بدأ دراسته، ثم أتمها بباريس عام 1955م، حصل على الدكتوراه من جامعة (السربون) سنة 1969م، حول (الإنسية العربية في القرن الرابع الهجري)، نشأ نشأة استشراقية ألقت بظلالها على نشاطه وإنتاجه الفكري، حاضر في العديد من الجامعات الفرنسية والعربية، ويعمل حالياً أستاذاً بجامعة (السربون) بباريس، من مؤلفاته: (الفكر العربي) و(الفكر الإسلامي نقد واجتهاد) و(تاريخية الفكر العربي الإسلامي) و(من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي). 

([2]) نقض المنطق ص 79. 

([3]) الفكر العربي ص 47 – 49 بتصرف يسير، ط الثالثة 1985م، دار عويدات، بيروت –باريس. وراجع كتابيه (من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي) ص 97-98، ط الثانية 1993م، دار الساقي، بيروت- لبنان وهما بترجمة: هاشم صالح. 

([4]) حوار البدايات مع محمد أركون، وهو حوار أجراه معه محمد رفرافي، منشور في مجلة (الفكر العربي المعاصر) في عددها الصادر في سبتمبر (أيلول) 1989م، ص 87. 

([5]) المرجع السابق ص 88. 

([6]) المرجع السابق ص 90. 

([7]) انظر: الفكر العربي ص 46. 

([8]) راجع : المرجع السابق ص 45 وما بعدها. 

([9]) الفكر الإسلامي –نقد واجتهاد ص 246 –247 بتصرف يسير. 

([10]) الإسلام الأمس والغد ص 121 – 122، ط الأولى 1983م، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت-لبنان، ترجمة: علي المقلد. وراجع: الفكر العربي ص 153. 

([11]) أي الظاهرة القرانية. 

([12]) الفكر العربي ص 30. 

([13]) انظر كلاً من : الفكر العربي ص 76، وتاريخية الفكر الإسلامي ص 75، ط الأولى 1986م، مركز الإنماء القومي –بيروت، ترجمة: هاشم صالح. 

([14]) تاريخية الفكر العربي الإسلامي ص 297. 

([15]) انظر: من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي ص 77 – 78. 

([16]) انظر: الفكر العربي في الصفحات: 90، 128، 131، 153. 

([17]) انظر: المرجع السابق ص 104. 

([18]) تاريخية الفكر العربي الإسلامي ص 74. 

([19]) الفكر الإسلامي – نقد واجتهد ص 219. 

([20]) يعني فهم كلام الله، وهذا مدخل أساسي من مداخله لعزل القرآن عن الواقع الإسلامي، لأنه طالما ظل القرآن "طلسماً" لا يمكن ادعاء فهمه لأحد، فليس له قيمة علمية في الحياة على أية صورة. 

([21]) من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي ص 15 – 16. 

([22]) المرجع السابق ص 38. 

([23]) راجع: الفكر العربي في الصفحات : 57، 58، 76، 107. 

([24]) من الاجتهاد إلى نقد العقل الإسلامي ص 67. 

([25]) انظر: المرجع السابق ص 27. 

([26]) المرجع السابق ص 30. 

([27]) انظر: حوار البدايات مع محمد أركون ص 89. 

([28]) راجع كلاً من : تاريخية الفكر العربي الإسلامي ص 275 وما بعدها، والفكر الإسلامي –نقد واجتهاد ص 273 وما بعدها. 

([29]) انظر: حوار البدايات مع محمد أركون ص 89. 

([30]) الفكر الإسلامي فكر واجتهاد ص 335، "حقاً إن أركون أشد على الإسلام هجوماً من مفكري الروم وسيأتي بيان ذلك". 

([31]) انظر الكتاب السابق ص 245 ومواقع عديدة في "الفكر الإسلامي قراءة علمية". 

([32]) أركون، مقابلة مع أدونيس، مجلة "مواقف"، عدد رقم 54 –ربيع عام 1988، ص 10. 

([33]) أركون، الفكر العربي، ترجمة عادل العوا، ص 128 والفكر الإسلامي نقد واجتهاد ص9، ولعل كتاب "الفكر العربي" أول كتبه المترجمة إلى العربية وفيه تلخيص غامض لجل ما قال بعد في الكتب الأخرى وفيه إشارة بكثير من التحفظ إلى آرائه في القرآن والسنة والشيعة والحداثة والتجديد. 

([34]) عيسى بلاطة، توجهات وقضايا في الفكر العربي المعاصر، ص 89-90. 

([35]) رضوان السيد، الإسلام المعاصر، ص 190. 

([36]) محمد أركون، الفكر الإسلامي قراءة علمية، ص 202 وما بعدها. 

([37]) محمد العربي الخطابي، مقال بعنوان "الأسطورة الأصلية في رأي أستاذ جامعي"، جريدة الشرق الأوسط 26/2/1990. 

([38]) محمد أركون الفكر، الإسلامي نقد واجتهاد، ص 85-86. 

([39]) المصدر السابق، ص 86. 

([40]) أركون، الفكر الإسلامي قراءة علمية، ص 203. 

([41]) انظر مجلة الحوار، عدد 9، ص 117-118. 

([42]) الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص 79. 

([43]) تاريخية الفكر الإسلامي، ص 299. 

([44]) الفكر الإسلامي قراءة علمية، ص 191. 

([45]) تاريخية الفكر الإسلامي، ص299. 

([46]) المصدر السابق، ص 299. 

([47]) المصدر السابق، ص 299. 

([48]) أركون، الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، ص 103. 

([49]) أركون، الفكر الإسلامي نقد واجتهاد ، ص 108. 

([50]) أركون، الفكر العربي، ص 174 ترجمة عادل العوا. 

([51]) الشنقيطي، منع جواز المجاز، ص 8.

([52]) الشنقيطي، منع جواز المجاز ، ص 51. 

([53]) للتوسع يراجع الفصل الأخير من كتابه "الإسلام أصالة وممارسة" ترجمة د.خليل أحمد، وأيضاً مواضع متعددة من "الفكر الإسلامي قراءة علمية". 

([54]) رضوان السيد، الإسلام المعاصر، ص 190. 

([55]) رضوان السيد ، الإسلام المعاصر، ص 190. 

([56]) الجعد بن درهم مبتدع ضال قال بخلق القرآن وكان مؤدب مراون بن محمد قتله خالد بن عبد الله القسري سنة 118هـ يوم النحر، انظر ابن قيم الجوزية الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة تحقيق د.علي بن محمد الدخيل الله ج3 دار العاصمة الرياض 1412هـ حتى 1071. 

([57]) سليمان بن صالح الخراشي، محمد عمارة في ميزان أهل السنة والجماعة دار الجواب الرياض 1413هـ-1993م ص 9. 

([58]) أمين أبو عز الدين (نقلاً عن محمد وقيع الله أحمد) الدين والعلمنة في طروحات محمد أركون، الآداب عدد 5، مايو 1993م ص 29. 

([59]) محمد أركون، أين هو الفكر الإسلامي المعاصر، ترجمه هاشم صالح، دار الساقي ص 7. 

([60]) (الرقاعة الثقافية) تعبير استخدمه الدكتور عبد الصبور شاهين في كتابه قصة أبو زيد وانحسار العلمانية في جامعة القاهرة، الدار الذهبية، القاهرة ص 13. 

([61]) أمين أبو عز الدين مرجع سابق ص 24. 

([62]) محمد أركون مرجع سابق ص 3

([63]) المرجع السابق ص 30، 66، ص 8. 

([64]) المرجع السابق ص 16، 19. 

([65]) المرجع السابق ص 5،7،6. 

([66]) انظر: الأساس الإلحادي للنظريات المعاصرة في علم الاجتماع في كتابنا: علماء الاجتماع وموقفهم من الإسلام، المنتدى الإسلامي، لندن، 1413هـ –1993، ص 177-193

([67]) التاريخانية مصطلح طبقة أهل التخريب العقدي على الإسلام ويعنون به فهم الإسلام في حدود الحقبة الزمنية التي ظهر فيها وفي ضوء البيئة الاجتماعية والثقافية التي عمل عبرها مع التأكيد على نسبية وعدم اتساع قواعده ومفاهيمه لتطبق على حقب زمنية لاحقة. 

([68]) محمد أركون مرجع سابق ص 4-17. 

([69]) انظر التاريخانية . 

([70]) ابن القيم (بتصرف) مرجع سابق ج1، ص 163، 187، 192. 

([71]) محمد أركون مرجع سابق ص 4،7،11. 

([72]) محمد رشاد خليل، الفلسفة وأثرها في أصول الدين، مجلة كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عدد 5، 1403-1404هـ ص 259. 

([73]) المرجع السابق ص 260 

([74]) محمد أركون مرجع سابق ص 15. 

([75]) ابن القيم (بتصرف) مرجع سابق ص 880، 891. 

([76]) محمد أركون مرجع سابق ص 15. 

([77]) أبوجعفر الأزدي الطحاوي عقيدة أهل السنة والجماعة، تعليق محمد بن مانع، مكتبة المعارف الطائف ص8. 

([78]) محمد أركون مرجع سابق ص 23-25. 

([79]) المرجع السابق ص 21. 

([80]) في الوقت الذي يدعونا فيه أهل التخريب العقدي بالتعامل مع الغرب بعقل ما بعد الحداثة فإن هناك من المثقفين العرب من يؤجل دخول مجتمعاتنا الإسلامية هذه المرحلة على أساس أن ما بعد الحداثة نقد غربي يسوي حسابات غربية ولا يقدم لنا مشروعية تاريخية لأن مجتمعاتنا في نظرهم مجتمعات ما قبل الحداثة، وعلى كل فإن ما بعد الحداثة اتجاه ثقافي غربي يسدل الستار على الحداثة كمشهد عابر في العرض المسرحي الممتد للتقدم الثقافي ويرى أن الحداثة قد استنفدت أغراضها وأن قيمتها المعرفية بهتت أو ربما صارت أصباغاً على لوحة لم يعد لها ملامح أو هوية، وما بعد الحداثة مفهوم ينكر ثنائية الحداثة التقليدية ولا يقدم بالضرورة على القطيعة مع الماضي أو الميراث الثقافي ولا يقبل النموذج الارتقائي الذي يجعل المجتمع الأوروبي هو الصورة النموذجية للعالم المتخلف، انظر: محمد السعيد: ما بعد الحداثة ومصير التنوير، العربي عدد 413 إبريل 1993م ص 24-28 وهذا لا يعني أن أهل التخريب العقدي قد عدلوا بهذا المفهوم موقفهم من الإسلام ويكفينا لبيان ذلك أن نشير إلى أنهم أعطوا للوحي مفهوماً يخالف ما هو معروف عنه ونظروا إليه على أنه جملة من الإكراهات والقيود وتكرار الشعائر والطقوس والقيام والقعود وفرض القوالب النهائية الجامدة . (انظر: محمد أركون) مرجع سابق ص 75). 

([81]) كل العرب ص 7

([82]) كل العرب ص 7. 

([83]) كل العرب ص 7. 

([84]) الرجل مجاور في باريس من أيام الدراسة، وقد رفض العودة للجزائر قديماً وحديثاً. 

([85]) كل العرب ص 8. 

([86]) الفكر العربي محمد أركون ص 62. 

([87]) المرجع السابق ص 108. 

([88]) وهذا يقتضي أن يكون جلد فيل أو "ديناصور" خصوصاً إذا تذكرنا أدوات الكتابة في تلك العصور!..

([89]) الفكر العربي ص 68. 

([90]) التراث أم شيخ الرجعية والحلولية ؟ 

([91]) أصول الكليني ص 146. 

([92]) جلد. 

([93]) كل العرب ص 8-9.